قنبلة كركوك الموقوتة ..
بقلم أياد السماوي ..
كنت ولا زلت اعتبر أنّ محافظة كركوك هي مفتاح وحدة العراق ، بل أنّ العراق هو كركوك وكركوك هي العراق ، وكنت ولا زلت اعتبر أنّ عدم انضمام كركوك إلى أي إقليم هو مفتاح الحل لمشكلة كركوك ، كما هي بغداد .. والمادة ١٤٠ من الدستور العراقي التي ذكرت كركوك كمنطقة متنازع عليها لم تشترط انظمامها إلى أي إقليم هذا فيما لو جرى تنفيذ المادة ١٤٠ من الدستور ، وهي مادة دستورية غير قابلة للتنفيذ ، والسبب في عدم إمكانية تنفيذ المادة ١٤٠ يعود للخلل الكبير في صياغة هذه المادة ، فالمادة قد ذكرت فقط مدينة كركوك بالأسم كمنطقة متنازع عليها ، ولم تذكر أسماء المناطق الأخرى المتنازع عليها ، وهذا الخلل قد جعل استحالة تنفيذ هذه المادة الدستورية ، ما لم يتم تعديل الدستور وتحديد أسماء المناطق الأخرى المتنازع عليها ، وبموجب الدستور ليس من حق أيّ جهة أن تقول أنّ المنطقة الفلانية هي منطقة متنازع عليها .. ولهذا نقول أنّ لا حلّ لهذه المشكلة المستعصية والتي تهدد وحدة البلد واستقراره إلا من خلال جعل محافظة كركوك إقليما قائما لحاله، ولا يجوز انضمامه لأي إقليم آخر كالعاصمة بغداد ، وهذا هو الحل الوحيد لنزع فتيل قنبلة كركوك ..
أمّا مشكلة الموقع المتقدّم الذي تسبب بهذه الأزمة الحالية والذي ينذر بعواقب وخيمة لا تحمد عقباها ، فالحل الوحيد لانتزاع فتيل هذه الأزمة يمر من خلال تأجيل تسليم هذا الموقع إلى إشعار آخر بعد التوّصل إلى حل بين كافة الأطراف ، حتى لو كان هنالك اتفاق سابق بين الحكومة والحزب الديمقراطي الكردستاني ، فحين تكون الاتفاقات السياسية سببا للفتنة المجتمعية ، فلا بدّ من مراجعة هذه الاتفاقات واتخاذ القرارت ألتي تحافظ على وحدة واستقرار البلد ومنعه من الانزلاق في الحرب الأهلية لا سامح الله .. وبدورنا نطالب كافة الأطراف التحلّي بالهدوء وضبط النفس لمنع انزلاق البلد إلى ما لا تحمد عقباه ..
أياد السماوي
في ٣ / ٩ / ٢٠٢٣