انه تسونامي وليس طوفان !؟
بقلم: عمر الناصر ..
بالامكان انتقاء عبارات مناسبة وتصحيح المفردة من “طوفان” الى “تسونامي”، ورؤية الخبراء بأن المعركة قد ستستمر لاسابيع ، لذلك تجد إسرائيل بدأت تذهب للتلاعب بالتصريحات الاعلامية والمفردات التي تحوّل الهزيمة العسكرية الى نصر اعلامي ، وهذا الشيء طبيعي في فلسفة الحروب تقوم به الماكنة الاعلامية الموجودة لكل جهة ، من اجل الانتقال من مرحلة امتصاص الصدمة الى مرحلة لعق الجراح والتفكير بصمت بمصير الجثث والرهائن المحتجزين والمتواجدين لدى المقاومة الفلسطينية ، والقلق من بدأ ذويهم المطالبة بمصير ابناءهم ، وخوف نتنياهو ربما من سيناريو اندلاع جبهة احتجاج داخلية تؤدي الى ضغط وانفجار الشارع الاسرائيلي تكون المشكلة انذاك مُركبة واكثر تعقيد ، في الوقت ذاته بدأت تتنامى حملة شعواء تدفع بها بعض الجهات بإتجاه شيطنة الفلسطينيين والتركيز على شكل العلاقة بينهم وبين ايران وحزب الله ، لغرض لحجب وتشتيت الرؤية الموجودة في عمق اسرائيل والخسائر الموجودة لديهم ، ولصرف النظر عن السخط الشعبي تجاه قضايا الفساد التي طالت بعض المسؤولين في حكومة نتنياهو والحزب اليميني المتطرف الذي يشغل ٣٢ مقعد في البرلمان، خصوصاً بعد ان حذر مراقب الدولة الإسرائيلي السابق القاضي المتقاعد إليعازر غولدبرغ من أن الفساد بدأ يهوي بإسرائيل سريعا إلى الحضيض.
استطيع وصف وتصنيف هذه العملية وادراجها ضمن ” قائمة العمليات الاستخباراتية فوق النوعية” وبمثابة ” كارثة قومية ” لاسرائيل لم يكن لها نظير منذ عام ١٩٧٣ ولحد هذه اللحظة ، ادت الى رفع منسوب خسائر الكيان الصهيونى الاقتصادية في البورصة الى ٦٪ بعد اول يوم من الهجوم، وما لا يقل عن ١٠٠٠ قتيل ، وقد نصل في غضون الايام القادمة الى ما يسمى “باقصى مستويات الاحتكاك المحدود” وهي اعلى نقطة ربما تصل اليها الأزمة الحالية قبل الهبوط بإتجاه قنوات تصريف الضغط وايجاد الحلول عن طريق الوسطاء ، وعادة يظهر مثل هكذا سيناريو بعد ان تتحقق نظرية ضربة مقابل ضربة ، في ظل خروقات مستمرة لقواعد الاشتباك من قبل اسرائيل ، وعدم وجود نية معلنة لدخول فواعل خارجية وسيطة لامتصاص وتصريف الضغط كفواعل مانعة للانزلاق كما حدث في الحرب اللبنانية في عام ٢٠٠٦ ، وتدخل جهات خارجية دولية خففت من وطأة التصعيد انذاك.
تحرك حاملة الطائرات الاميركية يو اس اس جيرالد ار فورد بإتجاه السواحل الفلسطينية والتي تستطيع ان تعمل لمدة ٢٠ عام دون التزود بالوقود ، بعد ان كانت متواجدة قبالة السواحل الايطالية جاء لطمأنة حليفتها اسرائيل ، و ليس لاجل الدخول على خط الازمة بشكل مباشر والمشاركة بالرد على عمليات المقاومة الفلسطينية ، بل من اجل ارسال رسائل تهديد صارمة لدول المنطقة لتحقيق سياسة الردع الاستباقي والتلويح بالعصى الغليض للدول والجهات التي تفكر بالتدخل ومساعدة المقاومة الفلسطينية في اي وقت كان .
انتهى ..
خارج النص / من الاولى ان تكون صناعة السلام ليس مع العربية السعودية والامارات بل مع الفلسطينيين .