الحلبوسي وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
بقلم : حسن حنظل النصار ..
الحلبوسي قبل ان يغادر كان خصومه يعرفهم الناس وعندما غادر رئاسة مجلس النواب ضاع الخصوم بمعنى ان الحلبوسي بعد المغادرة اصبح واكثر تاثيرا في العملية السياسية
هذه مقدمة جيدة لتصور شامل عن الحراك السياسي الذي سبق قرار المحكمة بإنهاء عضوية الرئيس محمد الحلبوسي من مجلس النواب العراقي فالحلبوسي لم يعد مجرد سياسي عراقي منافس لآخرين ويريد الحصول على مكسب ما كما هو حال سياسيين كثر تحولت السياسة عندهم الى وسيلة لتأمين وضع إجتماعي ومادي وضمان الاستمرار في منصب ما. لكن الحلبوسي وصل الى مراحل متقدمة وتحول بعد جهد ومثابرة وعطاء الى زعيم سياسي يستقطب الملايين من المحبين والمؤمنين بمشروعه السياسي والمفاجأة الصادمة ان الحلبوسي حقق منجزا كبيرا للغاية بعد مغادرة المجلس حيث فاز بعدد من المقاعد كبير في اكثر من محافظة وصار لديه كتلة برلمانية قوية وكتل في مجالس المحافظات المختلفة لتشكيل الحكومات المحلية التي تاخذ على عاتقها تنفيذ المشاريع الخدمية.
السيد الحلبوسي نجح لاسباب عدة ومنها قدراته الذاتية ومهارته في الادارة والعمل المثابر وكان جزء مهم من النجاح يتمثل في ماتحقق من نجاحات خدمية للمواطنين الذين شاهدوا ولأول مرة مشاريع عملاقة تضاهي بل تزيد على مشاريع في العاصمة بغداد وصارت محل اعجاب وتقدير من المواطنين والنخب الفاعلة في المجتمع وعكست الحرص والمسؤولية وليس الاستخدام والتوظيف بل الحب والرغبة في توفير كل مايحتاجه المواطنون العراقيون الذين عاشوا عقودا من الزمن دون ان يشعروا بالمسؤولية تجاههم من قبل المسؤولين في الدولة والمؤسسات الحكومية خاصة وان البلاد مرت بظروف معقدة تخللتها حروب وحصارات ومشاكل سياسية واقتصادية وفي اخر تغريدة من يومين وعلى حسابه الشخصي كتب الرئيس: عقدنا اجتماعاً بحضور معالي وزير الصناعة د. خالد بتال رئيس تحالف قمم والشيخ أحمد أبو ريشة أمين عام تحالف الأنبار هويتنا، مع أعضاء مجلس النواب عن محافظة الأنبار وأعضاء مجلس محافظة الأنبار الجدد، بحثنا خلاله أهمية تفعيل الحكومات المحلية ودور مجالسها الرقابي والتشريعي، وتشكيل الحكومة المحلية الجديدة. وهي اشارة الى اصراره على تقديم الخدمات كأولولية لمواطنين وضعوا ثقتهم فيه وفي مرشحيه سواء في انتخابات مجالس المحافظات او في انتخابات مجلس النواب العراقي لان دوام الثقة يأتي. من العطاء الحقيقي والعمل الدؤوب والمنتج وتقديم مصلحة الشعب على مصالح الساسة والقوى السياسية لان تلك القوى انما تنجح وتستمر حين تحترم الشعب والحلبوسي نجح لأنه احترم الشعب فبادله الشعب بالاحترام والثقة والبذل والعطاء وتاكيد تلك الثقة في كل مناسبة وفي كل استحقاق.