تأدبوا في حضرة الموت يا غجر
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
أتحتفلون بعيد الحب يا همج وجثث أطفالنا متناثرة بالمئات في الشوارع وفوق ركام المباني المهدمة ؟. أترقصون وتتضاحكون يا همج وجدران مخيماتنا ملطخة بدماء الشهداء ؟. .
على ذكر مفردة (الهمج). أنا متأكد تماماً ان أعداء الإنسانية لا يعرفون معناها اللغوي في الفصحى، فهي تعني: صغار الذباب، فلذلك يقال للجهلة والسفلة همجٌ. .
صرنا لا نعلم هل اخترتم الوقوف مع الصهاينة في ذبحنا ؟. أم ان الصهاينة هم الذين يذبحوننا بموافقتكم ؟، في الحالتين هناك جريمة كبرى من جرائم الابادة نتعرض لها كل يوم. .
أفضل تعريف لكم في هذه المرحلة هو أنكم مجموعة من الأقوام المشفرين أخلاقياً ضد انفسكم وضد قضاياكم المصيرية. وأكثر ما يؤلمنا في مآسي غزة ان احتفالاتكم لم تتوقف، وأن صخبكم في مواسمكم الترفيهية، وداخل ملاعبكم الكروية لم يهدأ، وكنتم تتراقصون بين قبورنا. وكانت ولائمكم المفرطة في التبذير تعبر عن جشعكم وشراهتكم ورغبتكم في الالتهام، تماماً كما الثيران الجائعة في معالفها بينما أوصدتم أبوابكم بوجه قوافل الجياع في غزة. .
الامة اليابانية والصينية لا تنجب المغفلين ولا تحتضن الاغبياء، بعكس شراذمكم التي فقدت مروءتها وصارت تنجب القرود والانذال والضفادع. .
ظلت النيران تلتهم أطفال غزة وتشوي اجسادهم، فأطلقتم العنان لابواقكم الرخيصة لكي تلوم امهاتهم على روائح الرماد. وظلت غزة تشرب حزنها وتلتحف بآلامها، لكنها سوف تشفى من جراحها، وتنهض من حرائقها بعدما تلقت منكم طعنات الغدر والخذلان. .
فتوقفوا عن كونكم مثلنا، وتمتعوا بنذالتكم كيفما شئتم. أو بالطريقة التي أوصاكم بها حاخامات الأشكناز والسفارديم. .
قبل بضعة أيام تصفحت دفاتر الماضي الرمادي فسمعت جعجعتكم وغاراتكم وحملاتكم الحربية التي سرتم فيها خلف علوج جاءوا من خلف المحيط البعيد ليدنسوا أرضنا ويخربوا بيوتنا، كنت ارى طائراتكم وهي تقصف بيوتنا في بغداد والبصرة، ثم رأيت عصاباتكم وهي تنسف مساجدنا ومدارسنا وجسورنا، فمزقت دفاتري القديمة، وقطعت علاقتي بكم، وبصقت على الماضي الذي ربط مصيري معكم ايها الأعدقاء. .
نحن ندرك تماما انكم لن تنصرونا، وأنكم تقفون مع الغزاة والطغاة والصهاينة، ربما لأننا الآن أضعف بكثير من ذي قبل، وربما اصبحنا نعشق عزلتنا، ونفضل الابتعاد عنكم، خصوصا بعدما اكتشفنا عمق المسافة الفاصلة بيننا وبينكم. وبالتالي لن يكون بمقدورنا الوثوق بكم بعد الآن. .
كنا في السابق نتضامن معكم من باب الأخوة، لكنكم خرجتم علينا كما الأفاعي من ثقوب الغدر، وهذا فراق بيننا وبينكم. .