بلاويكم نيوز

كلمة حق

0

بقلم: امجد توفيق ..

علاقتي مع الصحافة والأدب تجاوزت خمسة عقود وطيلة هذه السنوات الطوال عملت في مواقع مختلفة قوامها صفتي الأولى كصحفي ، وبرغم هذه العلاقة المعمدة بخبرة معتقة وتعب معتق أيضا ، لم أفكر يوما بالترشيح لعضوية مجلس النقابة أو أي موقع نقابي في اتحاد الأدباء ، ذلك أمر شخصي ، وهو يتفق مع تكويني الشخصي أيضا ..
أقود هذه المقدمة لأقول بأنني تلقيت نصائح بعدم الذهاب إلى نقابة الصحفيين لتجديد هويتي كرئيس تحرير ، والسبب كما قيل لي وجود إجراءات جديدة وتعليمات وازدحام أنا في غنى عنها ..
ولأني على موجة لا يمكن أن تقبل تحذيرا أو نصيحة دون فحص ، قررت صباح هذا اليوم الأحد السابع عشر من آذار زيارة النقابة ..
قدمت هويتي القديمة إلى الموظف المختص الذي ما أن قرأ اسمي حتى نهض مرحبا ، وناولني ورقة فيها معلومات عن الاسم والصفة الصحفية ، سجلت المعلومات ، فقال أن الهوية ستكون جاهزة خلال نصف ساعة ..
قررت زيارة صديقي القديم الأستاذ مؤيد اللامي نقيب الصحفيين ، فهي فرصة للحديث معه ، فاستقبلني بود وقلب مفتوح ، وهنا لا أرغب على الإطلاق أن أسجل مديحا لأبي ليث ، فتلك ليست من عادتي ، والرجل لا يحتاج مديحا ملفقا ، لكنني سأسجل بعض الملاحظات وأنا في مكتبه نتبادل حديثا مهنيا عن النقابة ودورها :
١- خلال نصف ساعة هي زمن زيارتي له ، استقبل زملاء صحفيين من الرعيل الأول ، جاؤوا لتجاوز ملاحظة أو للحصول على مصادقة النقيب على تجديد هوياتهم ، كان يستمع لهم ، ويسألهم عن أحوالهم ، وكان قلمه لا يكف عن الكتابة ، وكتابته تضمنت الآتي :
إعفاء عن دفع الرسوم
صرف مكافآت سخية للزملاء الذين يشكون من أمراض
بادر إلى تسجيل وعد بتهيئة فرصة للحج لصحفيات رائدات
أما موضوع تجديد الهوية وهو السبب الرئيس لزيارتهم ، فكان محض هامش لتدفق مشاعر صادقة من النقيب لزملائه ..
٢- حدثني السيد النقيب عن مسيرته في خدمة زملاء المهنة ، والمتاعب التي يواجهها ، مؤكدا أن كل ذلك لن يزيده إلا اصرارا على دعم المسيرة الصحفية للبلد ، وعليه أن يدفع ثمن النجاح عبر تطوير آليات العمل بما يكفل عملا مهنيا متطورا ..
٣- حدثت السيد النقيب عن ملاحظات وآراء تتعلق بعمل النقابة ، فاكتشفت أن الرجل يتحمل الجهد الأكبر في عمل متواصل ، وهناك من يقدم اقتراحات سرعان ما يتنصل عنها عندما تصطدم بمصالح من يريد كسبهم في أية انتخابات .
٤- في العراق نقابات واتحادات ومنظمات مجتمع مدني بلا عد ، ولكن أيا منها لم يصل إلى مستوى الإنجاز الذي حققته نقابة الصحفيين في ظل نقيبها السيد مؤيد اللامي على المستوى المحلي والعربي والدولي ، ولأن أعداء النجاح كثيرون ، لا بد من استهداف الناجحين ، وعليهم أن يتحملوا متاعبهم وأن يواجهوا الآخرين بوجه مبتسم ..
٥- ولأن كلمة الحق كالدواء غير مستساغة ، ليس أمامنا إلا أن نغتسل بعطر المحبة ، وننظر إلى الإنجاز بعيدا عن العقد الشخصية والأمراض النفسية ، فمن حق الناجحين أن نشد على أيديهم ونطالبهم بأن تكون متاعبهم مجرد معطف ينبغي أن ينزعوه وهم يواصلون عملهم وجهدهم ..
أمجد توفيق

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط