بلاويكم نيوز

حفلة عشاء في الفردوس الأعلى

0

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

قبل عشرة أعوام فقط كانت ولائم الفطور والغداء والعشاء عامرة بالأحزمة الناسفة والعبوات المفخخة والقنابل الموقوتة. ولائم مفتوحة على مصاريعها لمن يريد الرحيل الى الآخرة وتناول الطعام في الفردوس الأعلى مع الأنبياء والرسل. هكذا كانوا يوعدونهم ويمنحونهم جوازات السفر إلى جنات النعيم. .
كانت دكاكين التحريض تعمل ليل نهار في الأردن والسعودية وتونس ومصر والمغرب لتجنيد الشباب وإرسالهم إلى العراق. يفجرون الأسواق المكتظة بالناس ويقتلون الأبرياء بالجملة. .
كان الشاعر موفق محمد اصدق تعبيرا بقصيدته التي قرأها في الكويت:
من رأى منكم عراقيا فليذبحه بيده. فإن لم يستطع فبمدفع هاون. وان لم يستطع فبسيارة مفخخة وذلك اضعف الايمان.
رواه القرضاوي وهو يكرع دماء العراقيين ويتمزز منتشيا اكبادهم ففيها كما يزعم لذة للشاربين. .
كان فقهاء السوء يتعاوون في المساجد، ويتباكون على المنابر حزنا وألما على تبدل نظام الحكم في العراق، وهم الذين تآمروا على نظام الحكم نفسه، ووضعوا قواعدهم الحربية تحت تصرف جيوش الغزاة التي جاءت لاجتياح العراق. وكان صوت رئيس النظام السابق واضحا وصريحا ومدويا عندما ادلى بشهادته للتاريخ: (لقد غدر الغادرون). .
دخلت علينا الدبابات من الكويت ومن السعودية، وهجمت علينا الطائرات من الأردن ومن الخليج. ثم ارسلوا أفواجهم الداعشية من الثغور نفسها. كان المجرم أحمد فضيل نزال الخلايلة (ابو مصعب الزرقاوي) يصول ويجول بين ديالى والفلوجة، وربما تسلل خلسة إلى بغداد. بينما كان الشاعر غازي الجمل يكتب آخر قصائده الحماسية من دون ان يدري رحمه الله انه كان يقف خلف صفوف الدواعش:
بقذائف النابالم تحرق أرضهم
و تحيل أرض الرافدين طلولا
إن يبتروا الأطراف تسعى قبلنا
قدماً لجنات النعيم وصولا
لقد ارسل الأمريكان دواعشهم لقتل المسلمين والمسيحيين والأيزيديين في العراق. .
داعش ليست جماعة اسلامية. بل عصابات مشفرة صهيونيا، تطلق عليها قناة الشرقية (تنظيم الدولة). مهمتها تشويه صورة الإسلام والمسلمين. .
انظروا كيف اختفى الدواعش. وكيف اختفى فقهاؤهم، ولم نعد نسمع لهم اي صوت لنصرة غزة. ذلك لأن الدواعش لا يقاتلون الإسرائيليين. بل يدعمونهم ويقفون اليوم خلف جيوشهم في الهجوم البري على غزة. .
وللحديث بقية. . .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط