أما آن لهذه الأمة أن . . . ؟
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
حتى الدواب والماشية لها حظوظها في اماكن متفرقة من كوكب الأرض. فالأبقار في الهند تمتلك القدسية وتتسيد على الآلهة الهندوسية. والحمير في بعض البلاد العربية يديرون مؤسساتها الكبرى. فلا تتسابق معهم. لأنهم لو هزموك ستكون حمارا خاسرا، ولو فزت عليهم ستكون أفضل الحمير (أعزك الله).
لقد كرم الله الإنسان فأهانه السلاطين بدعم من الوعاظ والمنافقين. فالدين الذي جاء به خاتم الأنبياء والمرسلين كان ثورة أخلاقية عظيمة. لكنها تحولت في دواوين الملوك والسلاطين إلى خضوع وإذعان بصفقات مُذلة أبرموها مع الغزاة والخنازير. .
كان العرب يكرهون من يكذب عليهم. أما الآن فيكرهون الذي يقول لهم الحقيقة. خذ على سبيل المثال تنظيمات داعش التي انتشرت بين ليلة وضحاها في معظم بقاع الأرض العربية. ثم جاء الذي أسسها، وطلب من البهايم تشكيل تحالفات إقليمية لمحاربتها. فوافقوا على طول وبلا تردد، ودفعوا المليارات لتمويل الحملة، ثم اكتشفوا أن الولايات المتحدة الأمريكية هي التي تدعمهم، وهي التي ترسل اليهم الاسلحة من الجو. بينما تكفلت تل ابيب بمعالجة المصابين منهم. اما صنف الأبقار من فئة البهايم فكانوا يغررون بالشباب ويدعونهم للانضمام إلى التنظيمات الارهابية. لكننا ما ان نذكر تلك الحقائق حتى تنهال علينا الشتائم واللعنات من بعض مجانين هذه الأمة التي ضحكت من جهلها الامم. . فامريكا، ومنذ سنوات، هي التي تقود فيالق الإرهاب في ديارنا. وهي تسببت بكل هذا الحرائق والمجازر. ولم تترك وسيلة تدميرية من وسائل الخراب إلا وإتبعتها. .
سألوا رئيس بوليفيا (موراليس): ما هو البلد الوحيد الذي لا يمكن حدوث انقلاب فيه ؟. فأجابهم بلا تردد: أمريكا. . لأنه لا توجد سفارة امريكية هناك. .
انظروا كيف افلست مصر من غير حرب. وكيف بسط الصهاينة نفوذهم على سيناء من غير حرب. وكيف ضاع نهر النيل من غير حرب. وكيف أصبحت السفن الحربية الإسرائيلية تسرح وتمرح في خليج العقبة من غير حرب. وكيف جرى تفريغ سيناء من محتواها السكاني من غير حرب. وكيف تجزأت سيناء نفسها إلى مناطق منزوعة السلاح من غير حرب. ثم انظروا كيف انتشرت القواعد الأمريكية في الأردن (16 قاعدة)، وكيف تطوع الطيران الحربي الأردني للدفاع عن اسرائيل من دون ان تكلفهم اسرائيل بهذه المهمة. .
اصبحت المواقف البطولية تؤخد من الدول الغربية. فقد قررت أيرلندا سحب استثماراتها من 6 شركات إسرائيلية، وقررت بلجيكا وإسبانيا والبرازيل والأورغواي طرد سفراء اسرائيل. بينما ظلت القوات الأردنية والمصرية تواصل دفاعها المستميت عن تل أبيب. فالأحرار يؤمنون بمن معه الحق. والعبيد يؤمنون بمن معه القوة. فلا تعجب من دفاع الأحرار عن غزة، ودفاع العبيد عن اسرائيل. . .