حول السيد نوري المالكي : سألوني فأجيب!
بقلم : د. سمير عبيد ..
وصلتني رسالة متشنجة نوعا ما من شخصية عراقية معروفة.يتهمني فيها ضمناً بأني لا أقسي على نوري المالكي وأجامل السيد الصدر .ويقول لي ان كلامك مسموع في الشارع ويفترض لا تجامل أحد … الخ والرسالة طويلة
جوابي أمام الرأي العام:
أولا:أنا رجل اختلف عن الآخرين عندما انتقد حالة،وعندما اتناول سياسي أو مسؤول(لأني لا اتدخل بشخصه،ولا بحريته الشخصية،ولا باعراض اسرته وشؤون بيته)بل اتناول ادائه وسلوكه الحزبي والاداري.واحيانا اكون قاسي جدا.وكنت في المعارضة العراقية تُمارَس عليَّ ضغوط من بعض رموز المعارضة ايضاً لاني كنت اخرج بالإعلام العربي والخليجي والاجنبي بإسمي فيقولون لي(ليش ما تتناول أم صدام ال؟؟؟ ؟؟ولماذا لا تشتم صدام)وياسبحان الله يتكرر الضغط نفسه الآن
ثانيا :فكان جوابي أبان المعارضة هو كيف أشتمّ صدام حسين شخصيا وانا اقدم نفسي معارضا له؟فبهذه الحالة اقدم خدمه لصدام ونظامه ان المعارضة شتّامه وان المعارضين اولاد شوارع.وكيف اقذف ام صدام حسين ب” الفشاير”وانا معارض ويفترض خطابي يكون مهذبا ووطنيا ويقدم الادلة والوثائق لفضح اجرام وانتهاكات نظام صدام وليس التشهير بعرض صدام (ثم ام صدام حسين تبقى سيدة عراقية وشرعاً لايجوز لي قذفها وانا لا اعرفها وليس لدي دليل ضدها ومن ثم سيدة متوفية)فكنت اقول لهم:المعارض الوطني والواثق من نفسه لا ينجرف للشتائم واستهداف اعراض الخصم.ثم أنا ليس لدي عقده جنسية او عقدة بالعرض لكي اقذف اعراض الناس
ثالثا:وبالنسبة للسيد نوري المالكي
فهو زعيم سياسي في الساحة سواء رضينا ام أبينا.وكان الرجل الاول بالحكم لمدة 8 سنوات “وهذه حقيقة”ومثلما كان صدام حسين رئيسا للعراق منذ عام 1979 وحتى بداية عام2003 “وهذه ايضا حقيقة “وسواء كنا نكره المالكي وسواء كنا نعارض ونعمل على اسقاط صدام حسين ولكنها تبقى حقائق
رابعا :فالمالكي
١-لديه مساحة وطنية وربما اكثر وأوسع من الآخرين والرجل يحب العراق”فلا دخل لي بمن يكره المالكي” فهنا اقدم رأيي .والمالكي أكرم من جميع السياسيين الذين قادوا الحكومات العراقية وحتى الساعة. فالرجل لم يصله احد ويخرج خائبا “وللامانة كان السيد الكاظمي كريما تجاه الحالات الإنسانية والمرضية ايضا “.
٢-ولكن مشكلة السيد المالكي سمّاع كلام ويأخذ قرارته على ضوء ما يسمعه ،وهذا ينسف توجهاته الإسلامية والتي تفرض عليه التأني وسماع وجهة النظر الثانية وعلى الاقل شرعاً!
٣-والمالكي يعتقد بقناعة نفسه هو اذكى الأذكياء وقادر على قيادة العراق لوحده وليس بحاجة لوزراء ومساعدين(وهنا أوقع نفسه بمربع الديكتاتورية فوقع باخطاء جسيمة آلمت العراق كثيرا)
٤-المالكي متوجس دوماً.ويعتقد ان الجميع يريد استهدافه والتخلص منه،فلا يثق إلا بمن يأتي بهم هو سواء كانوا بلا دراسة،وبلا خبرة، وبلا تحصيل علمي،وبلا كاريزما،ومغمورين او مجهولين ..فالمهم أن يكون ولاءهم لشخص المالكي.فدمر الدولة بهؤلاء من حيث لا يدري
٥- المالكي”يضمر في قلبه كثيراً” ولكن عند المواجهة والحوار يتبخر مايضمرهُ .ولكن بما ان “ربعه”الذين يثق بهم هوايتهم عزله وصنع سياج بينه وبين الناس وتشويه سيرة الناس امامه توسعت مساحة( مايضمره ضد الآخرين في قلبه)لأنه لم تحصل الناس على فرصة توضيح مواقفها بسبب بطانة المالكي.فكثر كارهي واعداء المالكي وهو نفسه كثروا الذين يكرههم او لا يحبهم والسبب البطانة (وهذا ماحصل بينه وبين السيد الصدر وتعاظم … وهذا ماحصل بيني وبينه فهو يكرهني علما أنا لا أكرهه.وهنا لست بحاجه لمحبته وليست لدي النية لقرع بابه على الإطلاق)ولكن يحز في نفسي رجل زعيم وقائد يكون مُهيمَن عليه من بطانة تكره حتى نفسها “مع الاعتذار من بعض الأسماء” فيفترض به يكون شجاع ( لمراجعة مسيرته ومراجعة مسيرة حزبه ومراجعة اداء بطانته ورفاقه الذين كبروا وهم لا شيء وبنسبة 50% بل المالكي صنعهم وكبّرهم وجعل لهم اسم وقيمة وإمبراطوريات)
٦-المالكي يعشق السلطة جدا .وعندما يتفق على شيء او بنود مع خصومه او رفاقه لكي يحصل على دعمهم يتنصل فيما بعد(وهذه ثقافة الإسلاميين في جميع دول المنطقة) ولهذا لو كان لدي حزب لن أتحالف مع الإسلاميين لو اعطوني رئاسة الحكومة لأنهم يتنصلون بإستمرار عن تعهداتهم .ولدينا تجارب المالكي تابعناها واطلعنا عليها مع السنة ومع الأكراد وحتى مع الشيعة من خطوط اخرى!
٧-ولكن للامانة يبقى المالكي أسم مؤثر في رسم السياسة والمشهد في العراق.ونتمنى لا ينغمس بمشروع طائفي خطير يرتب له اردوغان وقطر في العراق !
خامسا:اما السيد مقتدى الصدر فأنا لا امدح شخصه بل أنا أؤيد المشروع الاصلاحي والوطني لأبيه الشهيد رضوان الله عليه. وحال ما يبتعد السيد مقتدى الصدر عن مشروع ابيه فنحن لسنا معه.بل توقفنا عن دعمه في مراحل عدة عندما تسلل من تسلل وأثار الشبهات حول هذا المشروع الوطني والإنساني والاجتماعي العابر للطائفية والرافض للتبعية !
سمير عبيد
١٠ ايار ٢٠٢٤