رأي:-سياسة”رئيسي واللهيان”ربما كانت سبباً بإستهدافهما!
بقلم : د. سمير عبيد ..
أولا: بلا شك ان الفاجعة التي ضربت إيران كدولة ونظام بسقوط طائرة الرئيس الدكتور إبراهيم رئيسي رحمه الله وأدت إلى مقتل وزير الخارجية عبد اللهيان رحمه الله وأخرين كانوا على متن الطائرة لهي خسارة كبيرة ومؤلمة وحزينة على المرشد الأعلى السيد علي الخامنئي بالدرجة الاولى ،وعلى النظام السياسي بالدرجة الثانية وعلى الرغم من وجود الموسسات الضامنة لتنفيذ الدستور الثابت والراسخ والذي وضع الحلول لجميع حالات الطوارىء والكوارث.
ثانيا :- فالسيد رئيسي رحمه الله ليس رئيس منتخب لسنوات محددة فحسب . بل هو مختلف عن الرؤساء الآخرين . فمرحلة الرئاسة له هي اعداد وإضافة خبرة سياسية وإدارية ودبلوماسية كونه ذاهب نحو كرسي المرشد الأعلى ليكون بديلاً عن المرشد الأعلى السيد علي الخامنئي الذي اختاره بنفسه وأعدّه بنفسه لهذا الموقع .وهي الحالة الاولى في المنطقة والاقليم والعالم الثالث ان يختار راس النظام في بلاد معين وريثه ويعده ويرعاه بنفسه ليكون بمكانه عند مرضه او وفاته وهو ليس قريبه او من اسرته( لهي قمة الإيثار ،وقمة الحرص على البلاد والعباد في ايران)!
ثالثا:-من الجانب الاخر كان الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي يُهندس النظام وادارة البلاد وزوايا خارطة الحكم ليكون هو مهندسه وعارف اسراره وخارطته السياسية والامنية والاقتصادية والاجتماعية عندما يجلس بمكان المرشد الإيراني.وكان السيد الخامنئي يساعده في هذا ( واكيد لهذا الاختيار معارضين ،ولهذه العناية من قبل المرشد الأعلى حاسدين ) لان من يجلس بمكان المرشد لاعلى سيُمسك جميع خيوط النظام والاقتصاد والبلاد بيده ويكون متجردا من كل شيء وفقط همه وعمله قيادة السفينة الإيرانية بسلام .وهي مهمة صعبة للغاية .وتحتاج لرجل استثنائي مثل السيد الخامنئي ويبدو أن السيد الخامنئي وجده بنفسه وهو الراحل أبراهيم رئيسي!
رابعا :-بدليل أن الرئيس الراحل رئيسي أسّس لمشروعه الخاص وهو مشروع ( الانفتاح الحميد على دول الجوار والإقليم والمحيط ) فهو الذي دعم التقارب مع السعودية عندما اتفق مع حكومة مصطفى الكاظمي ان تكون بغداد مكانا للمحادثات السرية بين السعودية وايران وتوجها باتفاقية فاعلة بين اليلدين برعاية صينية. وهو الذي قاد ووقع الاتفاقيتين الاستراتيجيتين مع الصين وروسيا. وسارت الأمور بنجاح لأن الرئيس إبراهيم رئيسي اختار بنفسه الدكتور ( حسين اللهيان ) وزيرا للخارجيّة لأن هناك تطابق بين فكر الرجلين ( رئيسي واللهيان) وبالعكس . والاثنان قادا دبلوماسية حصر الحرب في غزة وحصارها وعدم السماح لها ان تنتقل إلى حرب اقليمية . وقادا الرجلين دبلوماسية ضبط النفس في لبنان بحكم العلاقة بين طهران وقيادة حزب الله ( اي الاستمرار بحرب الاستنزاف وحماية معركة المقاومة الفلسطينية في غزة ،واستنزاف العدو بشرط عدم السماح لنتنياهو بفتح حرب كبيرة ) ونجح حزب الله بهذا وبالتالي نجحت ايران بذلك. فقدمت خدمة عظيمة لدول المنطقة وشعوبها !
خامساً: من الجانب الآخر سال لعاب الدول الغربية والولايات المتحدة التي تورطت في غزة فسارعت لإيجاد طرق ووسائل للتقارب مع الرئيس الإيراني رئيسي ووزير خارجيته اللهيان اللذان حافظا على سلامة المنطقة والاقليم بعدم السماح للقيادة الاسرائيلية المأزومة والتي تبحث عن توسيع حرب غزة لكي يفلت نتنياهو من الفضيحة والإقالة والمحاكمة ومن وقع الحرب والخسائر المادية والبشرية وكسر هيبة جيش اسرائيل. وفقدان اسرائيل ولأول مرة في تاريخها للتعاطف الغربي والاميركي والعام ” من الناحية الشعبية والمنظمات والنخب “. …
سادسا:-وبعد توسل أمريكا والغرب سراً وافقت إيران على فتح قناة اتصال غير مباشرة وعبر سلطنة عُمان مع الولايات المتحدة وجرت عدة حوارات وحصلت إيران على عدة تنازلات واهمها السماح للعراق بدفع ديون ايران. بحيث تطورت غرفة العمليات العُمانية اخيراً بتنشيط الاتصالات والحوارات بين ايران والولايات المتحدة ( ويبدو سبّبَ هذا غضبا للحكومة الاسرائيلية ونتنياهو وللحركة الصهيونية المتحالفة مع الحركة الانجيلية) واعتبرتها خرق خطير للمخططات التي تقودها في المنطقة ومن خلال حرب غزة .وربما حتى معسكر الرئيس السابق دونالد ترامب غضب من ايران ورئيسي أن يعطون ادارة بايدن خرطوم اوكسجين او نصر تكتيكي بواسطة سلطنة عمان .. وحتى لا نستبعد ( الخوف الصيني والروسي من هذا التقارب الإيراني الاميركي الغربي عبر سلطنة عمان ) فربما زاد من حنق وقلق موسكو وبكين من الرئيسي رئيسي ووزير خارجيته اللهيان اللذان قادا دبلوماسية رفع الفتائل وتطمين الآخرين عندما انفتحا على مصر والأردن ودول المغرب العربي وتزامن هذا مع تسخين الحوار الإيراني الاميركي في سلطنة عمان !
الخلاصة :ماورد أعلاه في هذا المقال يحتاج إلى تحليل عالي وفحص عالي المستوى من قبل الإيرانيين لمعرفة الاسرار الدفينة بموضوع سقوط طائرة الرئيس رئيسي ولم تسقط الطائرتين المرافقتين لها !
سمير عبيد
٢٣ ايار ٢٠٢٤