وهم المعرفة
بقلم : حسين عصام ..
ليش الناس تتظاهر بالمعرفة رغم إفتقارها للمعرفة؟
إن ذهبت إلى طبيب تشكو له مرضك، قد يضع بعض الإحتمالات لحالتك،
وقد يوجهك إلى مختص أن أستعصى عليه مرضك،
بينما إذا ذهبت إلى معالج تقليدي سيخبرك بإن الأطباء لا يعرفون شيئًا وإنه يعرف مرضك وهو الوحيد القادر
على شفائك.
قد تجد الرجل العاطل عن العمل بالمقهى يتحدث عن السياسة كخبير إستراتيجي عالم بما يدور في الخفاء من مؤامرات
إن قلت للناس مرضك فأنهم سیمطرون من النصائح والأدوية التي لم يسمع عنها الطب أساسا!
والأمثلة تطول…
تدعى هذه الحالة بتأثير ” دانينغ كروجر”
وهو توجه معرفي يبالغ فيه الأفراد بتقديرهم لمعرفتهم أو قدرتهم في مجال محدد
ويحدث ذلك لإن قلة وعيهم الذاتي تمنعهم من تقييم مهاراتهم بدقة.
في حين : كلما تعمق الإنسان كلما أصبح أقل ثقة بما لديه من علم لأنه يعلم مدى تعقده و صعوبته وتشعبه.
وعندما يُصبح خبيرا بما فيه الكفاية ترتفع النسبة مجددًا،
لكنها مع ذلك تبقى ثقته بما لديه من علم أقل من الجاهل.
أبحث عن نقد الآخرين ذوي الخبرة التي قد يساعدوك في إكتساب المعرفة ونقد السلبيات، هكذا يمكنك التخلص
من هذا التأثير.
والأهم من ذلك، لا تتظاهر بمعرفة أشياء لا تعرفها،
وگول ” ما أعرف” للسؤال اللي تجهل إجابته.