السجن سياحي .. و .. العفو اباحي
بقلم : ا.د.ضياء واجد المهندس ..
قبل 3 سنوات ،كتبت مقالا بعنوان ( القضاء انتقاء )، تعرضت بسببه إلى مشاكل وصلت إلى رفع دعوى ضدي..
والقضية في انتقائية القضاء ناتجة من الحكم بالسجن (15) عام على شخص سرق (قنينة غاز ) ، و (5)سنوات على طفل سرق كيس من ورق التنظيف ( كلينكس) ، في حين تم الحكم بالسجن (2)سنة مع إيقاف التنفيذ ل ( حسن السلوك ) على وزيرة متهمة بسرقة (40 مليار دينار ) من التأمين الصحي للمدرسين ..و هناك حكم على رئيس الوقف السني بالسجن (4)سنوات مع إيقاف التنفيذ ل ( كبر سنه ) رغم اتهامه بسرقة ( 800)مليار دينار ،، ومن القضايا الأخرى هي القرارات الصادرة بحق نائبين من (صلاح الدين) ،احدهما كان محافظ والآخر الان رئيس كتلة ، بالاتهام بالسرقة والفساد والاستيلاء على المال العام ، وقد تم الحكم بالسجن سنتين مع وقف التنفيذ ل ( صغر سنهما ) !!!!!!!!!.
والقضايا التي تؤشر ازدواجية المعايير كثيرة، و لن تكون قضية مدير (مصرف الشمال) هي الأخيرة والمتهم بسرقة (180مليار دينار ) والذي حظى ب (عفو رئاسي ) والذي تصفه خاچية بأنه (عفو اباحي ) ، و الذي تضيف أن السيد (نوزاد عماد الجاف) كان نزيل سجن سياحي ..ومع هذا ،فان مبررات العفو هي مرضه و كبر سنه و اكتظاظ السجن ..
والسؤال هناك عشرات الألوف من النزلاء الذين يعيشون نفس الظروف و تنطبق عليهم نفس الأسباب ، لماذا لم يتم العفو عنهم ؟؟؟!!
اتذكر في أحد لقاءاتنا ، كان هناك مفوض في سجن الصالحية أبلغني إن أحد النواب المتهمين لم يبقى في السجن في اليوم الأول لأن المرحاض شرقي ، وبعد ساعة ارسل مقاول وعمال ل يجعلو التواليت غربي ، وقام بصيانة مركز الشرطة وتبديل الاثاث والتجهيز بالسبالت والمكاتب ،،وطيلة نزوله في السجن كانت وجبات الطعام تأتي للضباط والشرطة و النزلاء من المطاعم (دلفري) حتى أصبح السجن (سياحي).
يقول رسول الله (ص) لقومه : كنتم إذا سرق الشريف تركتموه ، وإذا سرق الضعيف اقمتم عليه الحد )، وتلك أعراف الجاهلية ..
المطلوب ،، إعادة النظر في أوضاع النزلاء في السجون ، واحقاق الحق ، والقضاء بما يرضى الله وفق القانون ، فليس من المعقول أن تصرف الدولة (360 مليون دينار ) على سارق (قنينة غاز ) قيمتها (25) الف دينار ،،. ولا بأس أن يذهب المشروع إلى (البدل النقدي ) لإطلاق السراح عن كل يوم يفك سجن المتهمين …
سألت خاچية عن سبب اطلاق الترليونير (نور زهير) رغم سرقته (18)ترليون دينار من أموال الضرائب العامة ،، قالت : لانه وزع جزء من الأموال على السياسيين و المسؤولين ،، ولأنه سيمولهم في الانتخابات …
اللهم اهد حكامنا إلى طريق الصواب..
و امنحنا الإنصاف في العقاب والثواب..