المقالات

سوريا تقبل القسمة على أربعة

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

هكذا وبكل صراحة ومن دون لف ودوران بدأت القوى الرباعية المنتفعة من سقوط النظام السوري بتحديد المساحات والثروات التي سوف تبسط نفوذها عليها في البر والبحر وفوق الجبال وفي الوديان. حيث بات من المحتمل تقسيمها على أكثر من 4 ، وتمزيقها إلى أخماس وأسداس. .
من كان يصدق ان الدولة التي كانت تطالب العرب بتوحيد قواهم انتهى بها المطاف مصابة بالتوحد، وصارت ملاذا للنازحين اليها من كل حدب وصوب، ولسان حال المواطن المفجوع يقول: أنا الغريب وأسعى في مناكبها لا الشام شامي ولا بغدان بغداني. فقد بانت عليها تداعيات الانهيار والتجزئة، وظهرت واضحة جلية على وجوه أهلها. وأبدت القوى المسيطرة استعداداتها منذ الآن لعقد معاهدة دولية موازية لمعاهدة سايكس بيكو تتوزع فيها الأراضي والثروات بقسمة ضيزى، وسوف نرى تأسيس دويلات وممالك معترف بها رسميا. دولة درزية ودولة كردية ودولة علوية ودولة سيريانية تتكلم اللغة الآرامية القديمة، ودولة عربية عاصمتها درعا قريبة من الأردن. وسوف يجري ترسيم الحدود البحرية والبرية مع تركيا، فتكون حلب وأدلب واللاذقية من حصتها. اما الجولان وجبل الشيخ فقد ابتلعها الحوت الأزرق وأقام فوقها قواعده ومراصده. .
وحتى لا يزعل الأمويون سوف يحتفظوا بعاصمتهم الدمشقية وجبل قاسيون وسوق الحميدية، ويقيموا دولة منزوعة السلاح منزوعة الإرادة، لا تهش ولا تكش. .
في كل مرة ترى جامعتنا العربية التقسيم والتجزئة ولا تحرّك ساكناً حتى ادمنت التغافل واعتادت على التجاهل، اما الأجيال القادمة فسوف تتعلم الرضوخ بمرور الوقت. .
وتذكروا ان بلدوزرات التقسيم سوف لن تتوقف هناك. ومن المرجح انها في طريقها الآن صوب البوكمال، ثم تزحف شرقا ناحية العراق في غياب الوعي العربي. وكلما تبولت علينا القوى التوسعية المستبدة يأتي دور الإعلام المنافق ليقنعنا انها كانت تمطر . . .
كلمة اخيرة: يمكن معرفة ما إذا كانت الجامعة العربية على قيد الحياة أم ميتة، ليس من نبضها، وانما من مواقفها معنا. . .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى