تحت المجهر : سرقة القرن” ونور زهير !
بقلم : د. سمير عبيد ..
تمهيد:في احدى الندوات التلفزيونية قبل أشهر وعندما سألوني في الندوة عن قضية ما يسمى ب ( سرقة القرن)وعن السيد ( نور زهير )كان جوابي حينها:
أولا:-قضية سرقة القرن أسم مُعظّم لموضوع عادي فيما لو استعرضنا حجم السرقات الكبرى من خزينة واصول الدولة العراقية و التي قام بها اشخاص وجماعات تابعة لجهات سياسية ودينية في العراق ومنذ 2003 وحتى الآن..وان تضخيم مايسمى بسرقة القرن الغاية منها اتهام وتشويه وإعدام (السيد الكاظمي وحكومته ) للتغطية على سرقة (90 مليار تركها الكاظمي في الخزينة ،و124 طن ذهب تركها الكاظمي في خزينة الدولة ،و25 مليار اموال الامن الغذائي ايضا تركها في خزينة الدولة)وعندما فرهدوها ابتدعوا مسرحية(سرقة القرن)فألهوا الشعب والرأي العام بها وجعلوا من الكاظمي وجماعته اكبر السراق بالعالم.لا بل جعلوا صدام حسين بريء فيما لو قورنت التهم التي ساقوها ضد الكاظي.وللعلم كانوا جزء من حكومته اولا، وهرولوا جميعا لمبايعته عندما كلف بتشكيل الحكومة ثانيا،وكان يغدق عليهم الاموال ثالثا!
ثانيا:هل تعرفون لماذا كل هذه الشيطنة للكاظمي ؟ الجواب:لأنه الوحيد الذي لم يكن اسلاميا،ولم يكن منتمي لحزب وحركة سياسية، وكان ليبرالياً مؤمن بالانفتاح على الدول العربية وتركيا والعالم ومارس التسامح.وهو الرجل الذي يستحق وسام السلام لانه انقذ بغداد والبغداديين والعراق من حمام دم عندما دشّنوا ضده انقلاباً في المنطقة الخضراء ولكنه استعمل الحكمة و منع احراق وتدمير بغداد والدولة(فاعتبروا الكاظمي خصماً ومجرماً كونه الوحيد الذي نجح بسحب البساط من تحت اقدام الثنائيةالاستبدادية الحاكمة “الدينية والسياسية”والتي آمنت بالثيوقراطية والإقطاع السياسي وشعارهم”جوّع كلبك يتعبك، وتباً للعرب والعروبة،ونعم للطائفية والتبعية ” وهذه الشعارات جمدها الكاظمي .فجن جنونهم وحال عودتهم بتشكيل حكومة ” الخاسرين”جعلوا من الكاظمي السارق الأكبر وحملوه جميع سرقاتهم منذ 2003 وحتى 2020 عندما استلم الكاظمي.فعلوا بالكاظمي ذلك لكي لا يكررها غيره من خارج تلك الثنائية الحاكمة ويأخذ الحكم منهم
ثالثا:السيد نور زهير هو قمة جبل الثلج واصلا مفردة بسيطة في موضوع كبير جداً.اما بقية الجبل فلم يعرف احد للآن.وان السيد زهير قد يكون واحد من150 شخص مسنود جداً وتم توزيعهم بعلم حيتان وديناصورات العملية السياسية وبعلم تلك الدولة التي تحميهم مقابل دفع إيجار حمايتهم وإبقائهم في الحكم. وهي ليست امريكا طبعا.لكي لايذهب تفكير البعض نحو امريكا.وبالتالي فهؤلاء ال150 والذين عرفنا منهم نور زهير وعلي غلام هم موظفين لعمل محدد وكانت ولازالت لديهم حصانة داخلية وخارجية ناهيك عن الاسرار التي بحوزة كل واحد منهم
رابعاً:وبالتالي فالحديث الذي ادلى به السيد زهير لوسائل الإعلام قبل يومين هو حديث موزون ويبدو قد تدرب عليه من قبل رجال يفقهون في السياسة والقانون وهم الذين أرشدوه أن لا يحضر إلى المحكمة .وهناك أمر بغاية الاهمية ان السيدزهير لديه معلومات أن مشروع التغيير(اصلاح النظام السياسي) في الطريق.وبالتالي هي فرصة ليكون شاهد ملك من جهة،ومن جهة اخرى هي فرصة ليُبيض وجهه وصفحته “وهو قال أنا ظلمت من قبل العراقيين ومن قبل الطبقة السياسية والإعلام ” وهو تصريح يحمل معاني كثيرة ومهمة.ولن نستبعد ان القائمين على مشروع(التغيير القادم)برعاية المجتمع الدولي قد نصحوه بعدم حضور المحكمة والظهور بالإعلام وجعل الملف مفتوحا بلا نهاية لحين محاسبة الذين في الطبقة السياسية بأثر رجعي والتي هي رغبة قوية من المجتمع الدولي حسب ما عرفنا من دهاليز المنظمات الدولية المختصة وبمقدمتها (منظمة حقوق الإنسان في جنيف، ومنظمة الشفافية العالمية،ومنظمة هيومن رايتس ووتش) ومنظمات اممية وعالمية اخرى.
خامسا : وبالمناسبة فان ملف نور زهير هو لا يختلف عن ملف (رياض سلامة /حاكم مصرف لبنان) فالأخير متهم بتعويم وسرقة مليارات الدولارات التي هاي تابعة للمودعين والبنوك ولكنه لازال عصيا على المحكمة.وحتى حققت معه دول وعاد سالما ينتظر دوره كشاهد ملك ايضا .وجميع المختصين والخبراء يعرفون ان العراق ولبنان صارا وجهان لعملة واحدة (ومايحدث في العراق بعد حين يحدث بلبنان وبالعكس) لأن المشروع السياسي “النتن والقذر” الذي دمر لبنان وقتل ديموقراطيته العريقة وفرّق اللبنانيين هو نفسه الذي نقلوه للعراق بعد عام 2003 فدمر الدولة والمؤسسات والمجتمع في العراق !
سادسا:- خيرا فعل السيد نور زهير عدم حضور المحكمة والظهور في الإعلام لكي لا تتميع الحقيقة وتضيع الاموال ويختبئ اللصوص الكبار وادواتهم الإعلامية.بشرط اعادة الاموال بعد التغيير وتقديم الشهادة بعد اصلاح النظام السياسي في العراق.فأنت اصبحت ثروة يانور ومصباح لكشف اللصوص والحقيقة للشعب.
19 اب 2024