متأسلمون من مدرسة الحريديم
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
قارنوا بين ما تنشره الصحف العبرية والصحف العربية في افتتاحياتها وحملاتها المعادية لاهلنا. سوف تجدها متطابقة تماما في التوجهات والعبارات والكلمات والصور واللقطات. بل تكاد تكون صادرة من مصدر واحد، وتتمحور حول أهداف متفق عليها. .
ثم تابعوا القنوات المصرية والأردنية حيث لا فرق بين ما يقوله احمد موسى وبين ثرثرة إيدي كوهين، ولا فرق بين عبثية أبراهام عيسى وبين سوقية أفيخاي أدرعي. واسمعوا الخطب التي يصدح بها وجدي غنيم، ومحمد حسان، وهشام البيلي، وسالم الطويل، سوف تجدونها صورة مستنسخة من خطابات حاخامات الحريديم. او ربما تلقوا علومهم في الجامعة الاسلامية بتل ابيب (تأسست عام 1956). .
الطامة الكبرى انهم يعملون الآن في فضائيات الصوت الواحد، التي اصطفت كلها في الخندق المعادي. .
واسمحوا لي بعرض هذه المقارنة المبسطة لتصريحات نتنياهو المتناغمة تماما مع تصريحات شيوخ فرقة المداخلة (نسبة إلى مؤسسها ربيع التدخلي):
- قال نتنياهو: كتائب القسام منظمة أرهابية. .
- فقال المداخلة: القسام منظمة أرهابية ضالة. .
- قال نتنياهو: يجب على العرب ان يقفوا معنا ضد الإخوان المسلمين. .
- فقال المداخلة: الإخوان ليسوا من اهل السنة والجماعة. انهم فرقة منحرفة ضالة. .
- قال نتنياهو: دولة قطر تدعم وتمول وتحتضن شيوخ الارهاب. .
- فقال المداخلة: قطر تدعم الارهاب وينبغي قطع العلاقات معها. .
- قال نتنياهو: المشايخ الذين يدعمون المقاومة في غزة إنما يدعمون الارهاب. .
- فقال المداخلة: كل من يدعم المقاومة في غزة ارهابي 100%. .
- قال نتنياهو: يجب غلق مكاتب قناة الجزيرة في اسرائيل. .
- فقال المداخلة: قناة الجزيرة قناة خبيثة متخصصة بنشر الفتنة. .
من خلال ما تقدم تشعر انك امام حالة فريدة وغير مسبوقة. توحدت فيها افكار الطرفين. وتكتشف وجود عوامل مشتركة بين الاثنين. .
خلاصة القول: إذا رايتم هؤلاء يصرخون بمكبرات الصوت من فوق المنابر فاعلموا انهم كاذبون ومضللون ومدلسون، لأن الحقيقة قوية ومقنعة بذاتها، لا تتطلب العويل والصراخ والانفعال. فمن لا يستطيع الدفاع عن معتقداته إلا بالصراخ والضجيج لا يحمل إلا القليل من الحقيقة. معظمهم يسعون إلى السيطرة على العقول عن طريق الخداع لأنهم يدركون ان العقول المستقلة هي عدوهم الأول والأكبر. .