مناقشة مفتوحة :- حول ( التغيير القادم ) في العراق !
بقلم : د. سمير عبيد ..
أولا:
أ:-نعرف ان عنوان هذا المقال يستفز البعض وخصوصا المستفيدون من الوضع الحالي
من جهة ،وسوف يستهزأ به الفاسدون والفراعنة الجدد ، واصحاب المال والاطيان المسروقة من ثروات البلاد والشعب ،واصحاب المليشيات والأسوار والقصور من جهة اخرى .متناسين ( لو دامت لغيرك لِما وصلت اليك ). ومتناسين حقيقة لا يختلف عليها اثنان وهي ( ان أقصى درجات ضعف نظام صدام هي اقوى من أقصى درجات قوة نظام هؤلاء الفراعنة ) .
ب:-ولكن نقولها ونقسم عليها ان ( موسى العراقي ) قادم لهؤلاء الفراعنة وقريباً جدا .وسوف يقتلع هذه القصور والجيوش والمليشيات والأسوار. ويبدأ الحساب العسير وضمن القانون والعدالة لمن يحاول المواجهة ولمن فسد واجرم وانتهك حقوق الناس وحقوق الوطن . فنصيحة ذهبية بلاش عنتريات وبيع بطولات وشعارات والاستسلام عند ساعة الصفر هو قرار صائب ( والاعتماد على شعار أنا شمسوي حتى اخاف ، وانا ما ملطخة يدي بالدم حتى اخاف ) فنرجو عدم نسيان ان جميع ادوات هؤلاء الفراعنة تخضع للمحاسبة ضمن القانون والعدل !
ثانيا : ان التأييد لعملية التغيير القادمة في العراق ليس عيباً، وليس سراً ،وليس خيانة لان العملية طريق الاحرار بغاية انتشال الشعب والبلد من البيع بالتقسيط ورهنه للخارج . لأن هذا التغيير سوف (يجتث النفاق والفساد، والعمالة والخيانة والتبعية للخارج والطائفية. ، ويجتث حقبة التجارة بالدين والمقدسات ، ويجتث نشر الجهل والخرافة والمخدرات والموبقات والثقافة الشيطانية الوافدة ، ويجتث الكراهية لعروبة رسول الله وعلي والحسين … الخ عليهم الصلاة والسلام، ويجتث مشروع تحويل العراق إلى السياحة الجنسية ، ويجتث العصابات التي تبيع علنا وسرا بثروات واصول الدولة العراقية …. الخ !. من هذا المنطلق فتأييد التغيير وطنية والمشاركه فيه شرف وشجاعة !
ثالثا : نعم هناك قناعات واهداف مختلفة لدى البعض من هذا التغيير واهمها :-
أ:-هناك مجموعات تريد من وراء التغيير الانتقام من (الشيعة)كطائفة ومذهب وبيئة …وهؤلاء سيكتبون على انفسهم الفناء لان التغيير ليس لأهداف إنتقامية وداعشية وثأرية ودخول في نفق مظلم جديد !
ب:- وهناك مجموعات تريد عودة نظام البعث والحالة الصدامية ومجيء الهاربين الذين لم يسعفوا قائدهم ولم يدافعوا عن نظامهم وجيشهم واهلهم ليكونوا قادة على العراق( نطمئن الجميع ان هؤلاء ظاهرة صوتية لا قيمة لها )والمجتمع الدولي رفضهم ولا يتعامل معهم !
ج:-وهناك مجموعات تريد فرض فصل من فصول ( العهد الأموي) في العراق ويحاولون احياء عثرات التاريخ من خلال استمالة النظام السوري الجديد والعزف على هذه النغمة. فهؤلاء يحلمون وأمنياتهم المريضة سوف تنهيهم وهم في الطريق ومن قبل السنة انفسهم !
د:- وهناك مجموعات تريد الانتقام والثأر وتنفيذ السحل بالطبقة الشيعية ورموزها وعائلاتها ورموزها الدينية ويريدون احراق مؤسسات بعينها لطمر ماضيهم وفسادهم ( بهدف انهاء اي حلم شيعي ) وهؤلاء معظمهم اما مرضى نفسيا ، او لصوص هاربين ” خمطوا الملايين وصاروا معارضة ويعملون أنفسهم شرفاء ويتقافزون بالفضائيات ” او جماعات حلموا احلاما اكبر من حجمهم ولم يحصلوا على شيء بداخل العراق وهربوا للخارج وقرروا الانتقام ، او مجموعات شاذة وسوقية وهذه تريد الانتقام والتسيّد لتفرض احترام الشعب لها لانها منبوذة اخلاقيا من وجهة نظر الناس ، او ناس حصلوا على تقاعد واموال ومقاولات وذهبوا للخارج وصاروا معارضة ( وهؤلاء جميعهم يجب ان يجلسوا بالقفص الذي ستجلس فيه الطبقة السياسية التي دمرت العراق ل ٢٢ سنة لتنال عقابها !)
رابعا:- التغيير القادم
أ:-يعمل عليه جنود مجهولين نساء ورجال ( من الخارج والداخل) يمتلكون وطنية واستقامة وتاريخ مشرّف ،ومعظمهم كفاءات ومن عائلات عراقية محترمة . ولم يتلوثوا بحقبة الـ ٢٢ سنة الفاسدة .ولم يؤمنوا بالبعث وبالصدامية وعودتهما ،ويرفضون العودة إلى ما يسمى بالمربع الاول .ويرفضون مشاركة الجهات الدينية ورجال الدين في ادارة الدولة اطلاقاً ( بل محاسبة الذين شاركوا الفاسدين منهم و ل٢٢ سنة )
ب:- وجميعهم مؤمنين بالدولة المدنية والعدالة الاجتماعية. ومؤمنين بالعدل والقانون ورفض الثأر والانتقام وانتهاك البيوت والأعراض . ورفض وحظر التبعية للخارج ،ورفض وحظر الطائفية في المجتمع ومؤسسات الدولة. ومؤمنين بالتعاون مع المجتمع الدولي ونسج علاقات استراتيجية مع المجتمع الدولي بإيمان منهم بالخروج من الفضاء الضيق نحو الفضاء الأوسع ليلحق العراق بالدول والمجتمعات …وان العراق يمتلك الثروات والموقع الاستراتيجي والأوراق الاستراتيجية التي يجب ان يلعب بها وعليها. ناهيك ان في العراق بيئة فاعلة من الخبرات والأيادي العاملة والفنية والكفاءات والاختصاصات !
خامسا : العراق بعد التغيير سيكون مدعوم من جميع الدول الكبرى دون استثناء. وسوف يكون مدعوم من المجتمع الدولي بقوة .لان العراق بعد التغيير سيكون ركن اساسي من أركان الشرق الاوسط الجديد .وبالتالي سيكون قطب الرحى في التوازنات الخاصة بالعالم الجديد .ومن هذا المنطلق اشترط المجتمع الدولي ان يكون في العراق نظاما وطنيا قويا لا يسمح لدول الجوار كافة بالعبث فيه او العمل ضده!
فالقادم افضل لجميع العراقيين باستثناء (العملاء والطائفيين والفاسدين وتجار الدين وذيول الخارج )
سمير عبيد
٢٤ مايو ٢٠٢٥