بلاويكم نيوز

محاولة لفهم مفاهيم فهمي

0

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

ليس دفاعا عن أمريكا، ولا دفاعا عن ايران ولا عن افغانستان وباكستان والبلبل الفتان، وإنما فقط دفاعا عن الحقيقة، والحقيقة فقط. .
فالمقالة التي كتبها الإعلامي (فهمي سرحان) تحت عنوان (هل تصدق أن أمريكا ليست الشيطان الأكبر ؟) والتي اختارها افتتاحية لبرنامجه (ما وراء الحدث) تجعلنا في حيرة من امرنا. هل نصدقه أم نصدق قادة الولايات المتحدة الذين اعترفوا في مذكراتهم بأسرار وحيثيات المواجهات والحروب التي دارت رحاها في منطقتنا، وسقطت شظاياها فوق رؤوسنا على مدى العقود الماضية ؟. .
أيعقل ان ايران وحدها هي التي كانت وراء الحرب الأفغانية ؟، وهي التي أدخلت قوات التحالف العربي الأمريكي إلى العراق ؟، وهي التي كانت توفر الدعم الحربي لاسرائيل في حروبها ضد العرب ؟. وهي التي قصفت المفاعل النووي العراقي ؟. وهي التي استغلت السواحل اللبنانية لتفعيل موانئها ؟. وان ايران تعتقد بوجود المسجد الأقصى في السماء السابعة ؟. وهي التي اختارت الانتقال من عبادة الله الواحد الأحد الفرد الصمد إلى عبادة الاوثان والنيران ؟. وهي التي أخذت على عاتقها تنظيم تجارة المخدرات حول العالم بالتعاون مع العصابات المكسيكية والكولمبية ؟. .
عندما تسمع حديث (فهمي) تشعر انه يبرأ ساحة الذين اعتدوا علينا، ويمنح صك الغفران للذين اجتاحوا ديارنا بالطول والعرض، ونهبوا ثرواتنا، وأقاموا قواعدهم الحربية فوق اراضينا، وفرضوا علينا الإتاوات، وسرقوا حقولنا. .
مازلت احتفظ في مكتبتي بمؤلفات كولن باول التي تطرق فيها إلى ادق التفاصيل، اذكر منها مؤلفاته:

  • أسرار القيادة. .
  • يوميات كولين باول. .
  • ⁠وكتابه الموسوم: (لقد نجح الأمر معي). .
    ⁠واحتفظ بمؤلفات كونداليزا رايس. اذكر منها:
  • أسمى مراتب الشرف. .
  • ⁠كوندي – قصة نجاح. .
    واحتفظ ايضاً بكل ما كتبه عمالقة السياسية حول العالم عن أزمات الشرق الأوسط، لم اجد فيها تبريرا واحداً لما فعلته أمريكا في السابق، وما سوف تفعله بنا في السنوات القادمة. فهل أنت عندما تسمع دونالد ترامب يتهدد ويتوعد بالانتقام من العراق، هل تعتقد انه الناطق الرسمي باسم ايران ؟. .
    وهل الحرب الروسية الاوكرانية من تخطيط ايران ؟، أم ان حرب فيتنام كانت من تخطيطهم ؟. أم أنهم هم الذين القوا القنابل الذرية فوق هيروشيما وناغازاكي ؟. وهل سوف يكون حالنا افضل بكثير من لو لم تكن ايران موجودة على الخارطة ؟. ألا ترى الجيوش التي هرعت وتموضعت وتمترست وتخندقت الآن فوق الأرض السورية ؟. هل أرسلتهم الينا ايران ؟. .
    أنت في مقالتك هذه بدلا من ان تسيء إلى ايران وتشوه صورتها، قمت بتعظيم شأنها على الصعيد الدولي والإقليمي، ومنحتها قوة تضاهي قوتها عشرات المرات. وجعلت منها بعبعاً ديناصوريا يطاردنا في كوابيسنا. .
    حاول ان تراجع ما كتبه الرواد العرب حول هذا الموضوع. اقرأ ما كتبه محمد حسنين هيكل، وغازي القصيبي، وأحمد زكي يماني، وعبدالله النفيسي. أرجو ان تقرأ كتاب (لعبة الأمم) لمايلز كوبلاند. .
    ينبغي ان تتعلم كيف تنطق بالحقيقة حتى لو كنت تبتز الآخرين. لا ادري كيف أصبحت مقدما للبرامج في قناة مشهورة وأنت بهذا الغباء. .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط