يجب ان نبدأ من جديد
بقلم : د. سنان السعدي ..
لا يوجد في السياسية ثابت، وانما هي متغيرة بحسب الظروف والمتغيرات الداخلية والاقليمية والدولية، اي بمعنى اخر ان لكل مرحلة سياستها ومتطلباتها التي تحددها الفواعل والمتغيرات الاقليمية والدولية، التي لها انعكاساتها على الداخل العراقي .
لقد مضى على التغيير في العراق اكثر من عشرين عاماً، ولازال الواقع السياسي العراقي راكداً مثل بركة الماء الراكدة، مما اصاب النظام السياسي بنوع من العزلة الدولية، وذلك يعود الى اسباب متداخلة ومتشابكة يقف في مقدمتها انعدام الثقة بين الفواعل السياسية الداخلية وتسيد العقلية الاقصائية ومحاولة التفرد بالقرار السياسي وتغليب مفهوم الاغلبية على حساب الاقلية، وسيطرة نظرية المؤامرة على حسن النوايا.
نحن اليوم امام منعطف جيوسياسي خطير تتعرض له المنطقة، مما يستوجب علينا التعاطي مع القضايا الداخلية بشكل جديد، والثورة على افكار الماضي التي سيطرت على عقول النخبة السياسية العراقية، قبل فوات الاوان، ومغادرة سياسية ترحيل الازمات التي اصبحت مثل كرة الثلج كلما دحرجتها كبر حجمها وصعبة التخلص منها .
لذلك نرى ضرورة مغادرة عقد الماضي والعمل على تصفير الازمات من خلال الحوار الجاد المبني على اسس وطنية جامعة، ومغادرة المنطقة الرمادية ونبذ الولاءات القديمة واعادة النظر بتوجهاتنا السياسية والتعامل مع تحديات المرحلة تعاملاً حقيقياً يجنبنا ما هو قادم، نحن لا نؤمن بفوات الفرص، بل نحن مجتمعون من يصنع الفرص ما زال القرار بيدنا كعراقيين، ولابد هنا ان ندعوا جميع القوى السياسية للجلوس معاً وتقييم الماضي والاستفادة من ايجابياته ونبذ سلبياته، ووضع خارطة طريق جديدة عابرة للطائفية والقومية من منطلق عراقي اصيل غير اقصائي يحفظ للعراق اسمه ويسموا به، هدفه خدمة الشعب العراقي وتعويضه عن مظلوميات واخطاء الماضي فكلنا مقصرون بحق هذا الشعب الكريم سواء كنا ممن اشترك في العملية السياسية او ممن لم يشترك فالصمت وعدم تقديم النصيحة في بعض الاحيان يكون اشد وقعا واثماً ممن اشتركوا في العملية السياسية واصبحوا من صانعي القرار السياسي. نحن بحاجة الى ميثاق شرف بعقد اجتماعي جديد ، بعيدا عن المتاجرة الاعلامية من اجل الكسب السياسي غير المناسب والمزايدة وعقد الصفقات السياسية الفاسدة ومن تحت الطاولة على حساب العراق وشعبه. فبلادي وان جارت علي عزيزة وأهلي وان ضنوا علي كرام .