بلاويكم نيوز

ملاعبنا … بعد خراب البصرة

0

بقلم : جعفر العلوجي ..

لم تمرّ الصور المؤلمة لملعب كربلاء الدولي، التي انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أمام جمهورنا مرور الكرام، بل خلّفت صدمة عنيفة على بؤس الحال، وهي تستعيد مشاهد الافتتاح لهذا الصرح الرياضي الكبير، الذي يُعدّ تحفة معمارية حقيقية وُلِدَت على الطراز الإنجليزي، وكلفت الدولة مبالغ هائلة، فضلًا عن زمن الإنجاز الذي تجاوز تسع سنوات ويقينًا، فإن حال الملاعب الأخرى التي سُلّمت للأندية بقرار من مجلس الوزراء لم يكن أفضل من ملعب كربلاء، وربما كان أسوأ بكثير.
هذه النتيجة كانت طبيعية ولم تُشكّل لي مفاجأة إطلاقًا، وقد كتبت حينها أن قرار انتزاع الملاعب من وزارة الشباب والرياضة وتسليمها لعهدة الأندية الرياضية لم يكن مدروسًا على الإطلاق، أو أنه جاء بمشورة افتقرت إلى الحكمة، سواء كانت من رئيس اتحاد الكرة أو مستشاري السيد رئيس الوزراء، لأن النتيجة واحدة ضياع، وخراب، وغياب التأهيل ، فحال الأندية البائس وخبراتها الضعيفة لا يُمكّنانها من تولي أمور بهذه الصعوبة والمسؤولية ، وقد أيّد وزير الشباب والرياضة، عبر أكثر من ظهور تلفزيوني، خطأ قرار تسليم الملاعب إلى الأندية، وأوضح أن التقرير الكشفي الخاص بالوزارة، الذي من المفترض أن يُسلَّم إلى رئاسة الوزراء كل ستة أشهر تقريبًا، يثبت أن الملاعب تتعرض لحالة من الموت البطيء.
الآن، وبعد أن اكتشفنا أن حال الملاعب العراقية الحديثة لا يُسرّ الحبيب، فإن الحكمة تقتضي تصحيح المسار قبل الوصول إلى لحظة اللا رجوع، وذلك بأن تتولى المهمة شركات متخصصة في صيانة وتأهيل الملاعب، وهو أفضل الحلول وأنجعها، ويُعمل به في جميع دول العالم، ولذلك نرى ملاعبهم زاهية .

همسة …
ملاعبنا الرياضية ثروة وطنية وصروح حضارية ينبغي الحفاظ عليها، لا الانتقام منها، كما يفعل بعض النفر المشاغب المحسوب على جماهيرنا الرياضية، والذي لا يُرضيه أن تكون حمامات الملاعب نظيفة ومناسبة لجماهيرنا، فيُعمد إلى تحطيمها ليجلد ذاته، لو كان لديه ذرة من الإنسانية والشعور بالمواطنة. لذا، ينبغي أن ينال أمثال هؤلاء عقوبات رادعة ليكونوا عبرة لغيرهم .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط