من أفتى بسبي النساء السوريات ؟
بقلم: كمال فتاح حيدر ..

مازلنا نتابع ما يجري في الغابات السورية، ومازلنا نسمع من الأفعال المخزية والأعمال المشينة ما لا يصدقه العقل، ولا تقبله الأديان والأعراف. فقد اصبحت المرأة السورية مهددة بالسبي والاغتصاب على يد القوات السورية المدعومة بقوة من الجهات الممولة للارهاب، والدليل على ذلك انهم اقدموا يوم 8 / 3 / 2025 على اغتصاب السيدة السورية (سهير علي صالح)، وهي من الطائفة العلوية، بعدما سحلوها من منزلها، واعتبروها من السبايا. ثم أرسلوا إلى ذويها (من هاتفها الخاص) رسائل عبر الماسنجر ليخبروهم بأنها أصبحت سبية. .
فمجرد انتماء النساء السوريات إلى الطوائف المسيحية أو العلوية أو الدرزية أو الشيعية أو انتماءها إلى القومية الكردية فانها تصبح هدفا شرعيا لقطعان النظام الجديد. وتصبح سبية حتى لو كانت متزوجة وعندها أطفال. .
اما ابناء الأقليات الذين يعترضون على افعال القطعان فهم من الفلول حسب التصنيف الإقليمي الذي أقرته قناة الجزيرة والقنوات السائرة في ركابها. .
كنت حتى وقت قريب اشعر ان الانسان (أي انسان) بصرف النظر عن قوميته وديانته، لابد ان يكون مجبولا بالفطرة على الرحمة والشفقة والتعاطف مع بقية الناس، لكنني فوجئت بتغريدات وتعليقات لبعض السوريين تطالب القطعان الجولانية بنصب المشانق لابناء طرطوس واللاذقية، ورمي جثثهم في البحر. .
أسود على أشقاءهم في الوطن، لكنهم إمام المحتل عبارة عن قطط وديعة مسالمة. لم يترددوا من ذبح الشيخ (أمين سلوم) وزوجته (ندى سلوم) في مدينة بانياس الساحلية بحجة أنهما من فلول النظام رغم تجاوزهما السبعين. .
وهكذا هرع الآلاف من العلويين صوب مطار حميميم هربا من بطش وطغيان الجولاني وقطعانه. فقدم لهم الجيش الروسي ما يحتاجونه من علاج وغذاء وماء ودواء. .
وتجري الآن هجمات مسلحة في محيط قرية (بتعنيتا) في ريف طرطوس بين عصابات الجولاني والمواطنين المدنيين، يذبحون أبناءهم ويستحيون نساءهم. ويأخذونهن سبايا امام انظار العالم كله. .
لن تتماسك سوريا بعد الآن تحت مظلة دولة واحدة موحدة. سوف تظهر لدينا مناطق سيطرة، وخرائط طائفية مبعثرة، ونزاعات همجية. تماما على غرار ما كان يجري في الصومال، فمثلما تدخلت اسرائيل لفك الحصار عن جرمانا، سوف يأتي من يفك الحصار عن طرطوس واللاذقية، وبالتالي: ضاعت سوريا وضاع شعبها وسبيت نساءها وانتهكت أعراضهن. .
كلمة اخيرة: اللقطات الدامية التي تشاهدونها تم تصويرها في رمضان، والمجازر الدموية تم ارتكابها باسم الإسلام الجولاني. .
وللحديث بقية. . .