أسرار أختلاف” السنة”العراقيين بموضوع ” عيد الفطر “!
بقلم : د. سمير عبيد ..
أولا :من يعتقد ان الخلاف الذي حصل بين السنة العراقيين هذا العام بموضوع تحديد اليوم الاول لعيد الفطر المبارك ( اي إعلان العيد من عدمه) هو خلاف بسيط وسطحي وهو مجرد اجتهاد بين طرفين فهو واهم . فهناك سيناريوهات سياسية ومناطقية وصراعات دينية وراء هذا الخلاف والاختلاف .وهناك لاعبين خارجيين على الخط. أضافة إلى اللاعبين السياسيين في الداخل العراقي !
ثانيا : وعندما بحثنا بجد في هذه القضية التي نعتبرها قضية مهمة جدا لانها تحدث لاول مرة داخل المكون السني العراقي ، وتنذر بانقسامات خطيرة وعلى مايبدو لم يكترث لها الساسة السنة بل ” متونسين” عليها . فقمنا بمقاطعة المعلومات والتقارير التي توصلنا اليها ببعضها البعض، وذهبنا إلى الوراء لمعرفة الاتجاهات لبعض الشخصيات والتجمعات السياسية و الدينية السنية ومقارنتها مع الولاءات الخارجية خرجنا بنتيجة ان هناك مخطط
أ:-لتغيير جماعة المجمع الفقهي الحاليين والمتمثلين بالشيخ طه الحمدون السامرائي وولده الشيخ عبد الوهاب طه الحمدون السامرائي ) والمخطط ورائه صراع مناطقي وصراع ديني ” قيادي ” ان صح التعبير. وصراع الهيمنة على القرار السني فيما بعد، وأوله صراع الهيمنة على جامع( ابي حنيفة النعمان” كونه رمز سني تاريخي و ديني وسياسي اول في العاصمة بغداد وفي العراق .
ب:- والمخطط هو يراد جلوس الشيخ عبد الملك السعدي وحاشيته بمكان الشيخ إلسامرائي وابنه واعادة هؤلاء إلى مدينتهم سامراء وتحجيمهم وتحجيم سامراء ووراء هذا خط سياسي مناطقي منافس لسامراء نفسها !
ج:-والمخطط هو وصول الشيخ ( عبد الملك السعدي ) المعروف بتطرفه تجاه الشيعة سياسيا وعقائديا ليكون رئيس الحضرة الحنفية ومن ثم الغاء المجمع الفقهي وولادة خط ( سني جديد يقوده عبد الملك السعدي المقرب تاريخيا من التيار الوهابي في السعودية/ يعني تحقيق حلم السعدي الذي منعه منه صدام حسين مرارا وتكرارا بحيث ذهب صدام حسين لضرب خط السعدي الوهابي داخل العراق مرارا ) !
*د:-لدى الشيخ السعدي عقده السيد علي السيستاني وموقعه لدى الشيعة. فيحاول الوصول إلى اعلى الهرم من خلال الاستيلاء على (مسجد ومقام ابي حنيفة النعمان) وتدريجيا يرسخ ( مرجعيته السياسية والمذهبية على السنة )على غرار مرجعية السيستاني .ووجدنا خيطا خفيا اثناء البحث ان محمد الحلبوسي ليس ببعيد عن هذا المخطط ليستفيد منه سياسيا في المستقبل !
ثالثا:- وبما ان الاطار التنسيقي ( الشيعي ) كعادته مبدع بالتكتيك غير الحميد والعبور الوقتي من المحن ومن ثم يغرق ويُغرق الشيعة معه ، وفاشل استراتيجيا (وهذه حالة باتت لصيقة للساسة الشيعة وللأسف الشديد) .فلديهم خطة على اساس هم عباقرة بهدف ضرب مشروع التغيير القادم للعراق ” وطبعا هنا يخوطون ابصف الاستكان كعادتهم” والخطة الإطارية هي ضرب ( الخط العقائدي السني) المتمثل بمهدي الصميدعي، ورافع الرفاعي ونهرو الكسنزاني ( لانهم سمعو اي الاطار ان الرئيس القادم للعراق هو صوفي التوجه ) فلعبوا من تحت الطاولة لتأجيج هذا الخلاف بين الأطراف الفقهية والعقائدية السنية . ولكنها خطة غير مضمونة النتائج .( ويبدو ان الخلاف القطري السعودي العقائدي قد دخل نحو العراق لغربلة القيادات الفقهية والعقائدية السنية باسقاط سياسي سني ) فحذاري !
رابعاً: ديموغرافية الاعظمية لاعبا مهماً:-
من خلال البحث والتدقيق وجدنا ان اخطر عشيرة سنيّة في الاعظمية ولها الغلبة والهيمنة البشرية والعددية هي عشيرة ( ال عبيد) ومن خلال التمحيص والتدقيق وجدنا ان :-
١- ان عشيرة العبيد مُقسمبن الولاء السياسي مابين ( المالكي، والعامري، والصدر، والحلبوسي ،والخنجر ،ومثنى السامرائي) وان اغلبهم قادة ورجال تنظيمات ( الصحوات السابقه) ..وهناك ايضا جماعة المجمع الفقهي الذي يضم الأخونجية وجيش المجاهدين
٢-وهناك معلومة ( وقد تكاد قنبلة تخرس اطراف كثيرة ) وجدناها في البحث والتقصي
بأن ما نسبتهُ ٦٠٪ من سكان الاعظمية هم من ( الشيعة المهجرين) من خلال( تبادل ومراوس ومقايضة الدور السكنيه فيما بينهم) ابان حوادث القتل والأقتتال الطائفي وبقيت هكذا !
٣- وهناك قنبلة اخرى أنا نفسي تفاجئت وصُدمت بها وهي ان الاعظمية منطقة حيوية للترويج وتعاطي المواد المخدرة ( المخدرات ) ووجود شقق مشبوهة ايضا . والمخدرات الرائجة فيها هي ( الحشيشة ، الماريجوانا،الكريستال)ومن خلال تقارير امنية خاصة جدا حصلنا على تلك المعلومات وعرفنا ان من ( ١ كيلو ) إلى ( ٢ كيلو ) غرام يوميا تجلب إلى المدمنين في الاعظمية من مناطق عدة داخل بغداد مثل ( شرق القناة، والزعفرانية ، وضواحي مدينة الصدر )
ونترك هذه المعلومات امام صاحب القرار الحكومي والامني لكي يستفيد منها لا سيما وان الوضع خطير جدا وفي منطقة تكاد تكون برميل قابل للانفجار !
سمير عبيد
٣٠ اذار ٢٠٢٥