بلاويكم نيوز

طوبى لك يا أم أيمن وحسن مَآب

0

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

وقف العالم كله (العربي والإسلامي) إحتراماً وتقديراً لك يا أم ايمن وأنت تقفين بشموخ بإزاء (جميل الحسن) الذي جاء ليشتمك ويشمت بك، ويبصق على جثامين اولادك بعد مقتلهم على يد مجرم ايغوري تسلل من أقصى الأرض لكي يطبق شريعة الارهاب والدواب، ويزهق ارواح اولادك وحفيدك بهذه الهمجية. داسوا عليهم ومثلوا بأجسادهم ومنعوك من الاقتراب منهم. .
أم ايمن: امرأة سورية اسمها (زرقة بنت سباهي) من الطائفة العلوية، وهي بعمر 86 أي في ارذل العمر. ابنها الأكبر (ايمن). .
شغلت الدنيا بهذا المشهد المأساوي. الذي يعكس الفارق الكبير بين الدموية والإنسانية، وبين الإيمان بالله والبربرية. . طلبت من المجرمين ان يقتلوها مثلما قتلوا أبناءها. لا قيمة للدنيا بعد فراق فلذات كبدها. كان أزلام الجولاني في الدرك الاسفل من الخسة والنذالة والانحطاط. .
قالوا لها: سوف ندعس على العلويين. .
قالت لهم: فشرتوا (أي خسئتم). .
قالوا: أعطيناكم الأمان فغدرتوا. .
قالت: نحن لا نغدر ولا نعرف الغدر. .
امرأة بألف رجل. وقفت بوجوههم كالجبل الأشم. لم تبك ولم تتوسل بالانذال، ولم تذرف دمعة واحدة حتى لا تمنحهم متعة الانتصار عليها. . قالت لهم: نحن نؤمن بالله الواحد الأحد الفرد الصمد، وأنتم لا تخشون الله حتى في هذا الشهر الفضيل. .
فاجعة مأساوية تجسد الحقد والكراهية، وتمثل الدموية بأبشع صورها. . أم مكلومة تحرس جثامين أبناءها يخاطبها (جميل الحسن) بلهجة شيطانية متعالية. يسخر منها، يستهزأ بها. يسترجل عليها. يتوعدها بالموت ذبحا. يمنعها من نقل جثامين أبناءها. فقد قرر هذا الخبيث تركهم على قارعة الطريق حتى يرعب بهم أبناء الأقليات الأخرى. .
في الساحل كان الارهابيون جميعهم بلا قيم وبلا إنسانية وبلا رحمة وبلا شفقة. لا دين ولا أخلاق ولا نخوة ولا مروءة ولا رجولة ولا شهامة. ليسوا من البشر. كائنات مرعبة قادمة من المزابل البعيدة ومن مكبات النفايات. .
رفضت ام أيمن ان تقبل رزمة مالية من محافظ اللاذقية خلال زيارته لها. رمت الرزمة أرضاً. وقال له : (مو نحنا اللي نبيع دم ولادنا). سقطت الإنسانية تحت أقدامها. لم يعد للعدل مكاناً ولا للكرامة أي أثر. كان الظلم يتجسد بأبشع صوره مع كل خطوة من خطواتهم. فالعدالة والإنسانية لا تصنعها الكلاب المسعورة ولا الضباع الضالة، بل يصنعها اصحاب الضمائر الحية وأصحاب العقول المتنورة. اما هؤلاء فحسناً فعلوا عندما زعموا أنهم ينتمون إلى الدولة الأموية، فشبيه الشيء منجذبٌ اليه. .
ختاماً: كفاكم حديثا عن الأخلاق، لأنكم لا تمارسونها إلا في نطاق ضيق مع بعضكم البعض، فما أن تنزوون إلى حياتكم الخاصة حتى تطلقون العنان لشياطينكم ونزواتكم الشاذة. ألا لعنة الله عليكم حيثما كنتم. والرحمة والخلود للشهداء الأبرياء الذين لا حول لهم ولا قوة. .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط