تركيا وقطر : بانتظار إرتداد الجحيم السوري!
بقلم : د. سمير عبيد ..
أولا : نعم ..لقد سُمح لدولة قطر ان تتعاظم وتتعاظم سياسيا واقتصاديا وامنيا ،وتحل مشاكل دولية واقليمية وطبعا بالمال المباشر للأطراف المتنازعة . وبدفع الفدية السرية لإطلاق سراح رهائن” رعايا دول” هنا وهناك .ورعاية مصالحات لدول وحكومات من خلال رش ملايين الدولارات على الاطراف المتنازعة . وسُمحَ لها ان تتحالف مع تركيا سياسيا واقتصاديا واستراتيجيا بحيث سُمح لدولة قطر ان تكون المساعد الاول لتركيا في ادارة وتمويل تنظيم ( الاخوان المسلمين الدولي ) وسُمح لدولة قطر ان تتدخل سلباً في شؤون كثير من الدول العربية.وسمُح لها ان تُجمّع وتمول جميع الخلايا المتطرفة والإرهابية والجهادية في المنطقة والعالم وتجعلها بخدمة المشروع التركي العثماني الاخواني فدمرت سوريا والعراق وليبيا . وسمح لها ان تمول مايسمى بالربيع العربي وتغيير الأنظمة في بعض الدول العربية .. والحقيقة هو ربيع تكفيري!
ثانيا :- وكل هذا سمحت به اميركا وإسرائيل وحلفاء إسرائيل في العالم لكي يتم إخافة وترهيب السعودية والإمارات لتذهبا إلى الحضن الإسرائيلي.وبالفعل شعرت الإمارات بالخوف من الصعود القطري فذهبت الإمارات زاحفه نحو إسرائيل وبعلاقات كاملة وعلنية لتحمي نفسها .وذهبت السعودية إلى إسرائيل عبر وسطاء، وعبر جهات اقتصادية وثقافية مع عدم الهرولة السعودية نحو التطبيع العلني مع إسرائيل، مع تقارب ببعض الملفات بين إسرائيل والسعودية !
ثالثا :
أ:-من هنا جاءت الاشارة بانهاء نظام بشار الاسد بشكل سريع مع السماح لدولة قطر وتركيا بالهيمنة على سوريا من خلال تنصيب نظام قاعدته الاساسية من نفس الخلايا والتنظيمات المتطرفة والإرهابية والجهادية التي جمعتها دولة قطر وجعلتها جيشاً “انگشاريا “ان صح التعبير بخدمة المشروع التركي العثماني الاخواني.
ب:-ومن ثم تحقيق حلم دولة قطر بمد انبوب الغاز القطري عبر اراضي سوريا فالساحل السوري نحو البحر المتوسط ثم إلى اوربا وبيعه بنصف السعر لضرب الغاز الروسي ( والذي من اجله مولت قطر حربا قذرة ضد نظام بشار الاسد في عام ٢٠١١ صعوداً وحتى سقوط نظامه.. ولكن بشار الاسد جلب روسيا فأغلق الطريق على قطر وتركيا )
ج:-فنجحوا بتحويل سوريا إلى مستنقع لتغرق فيه قطر وتركيا والتنظيمات الأرهابية والجهادية. ولقد بدأ سيناريو انهاء قطر وتركيا وتلك التنظيمات وبإشارة أميركية وغربية وبتنسيق مع روسا . وها هي إسرائيل تصول وتجول في سوريا على الارض وفي السماء . لا بل نجحت إسرائيل باحتلال اماكن جديدة واستراتيجية في سوريا ولا تبعد عن العاصمة دمشق إلا ببعض الكيلومترات، وذهبت لتعلن إسرائيل حمايتها للدروز ومدنهم في سوريا !
رابعا :- من هناك نصح الرئيس ترامب روسيا بالعودة إلى سوريا وبقوة وعدم المغادرة . فقامت قطر وتركيا من خلال الخلايا المتطرفة والإرهابية التي اصبحت سيف احمد الشرع ( الجولاني ) ضد خصومه بالقيام بمجازر ضد مدن الساحل السوري ( ضد العلويين والشيعة والمسيحيين ) لكسر شوكة فلول النظام ولترهيب المنطقة للقبول بالأمر الواقع . ولكن ذهبت روسيا والإمارات وحتى إيران سرا لدعم سكان مدن الساحل السوري لإعلان العصيان والمواجهة وطلب حماية دولية مع تنظيم الصفوف ( وهذا لم تتوقعه قطر وتركيا ولم يتوقعه احمد الشرع ) وهنا الإمارات ردتها على قطر باغلاق الساحل بوجه انبوب الغاز القطري وروسيا فعلت الأمر نفسه واصبحت الاب الروحي لسكان الساحل السوري ، وايران وقعت على رأسها وبإسمها المجازر التي حصلت في مدن الساحل السوري فاحترقت آخر ورقة متبقية بيد إيران والرابح روسيا والإمارات وإسرائيل !
خامسا :- والحاقا بما تقدم فسوريا سوف تتحول إلى برميل بارود في قادم الايام وسوف يترتب على ذلك تشظي الوحدة الجغرافية والمجتمعية في سوريا، وسوف يعاد سيناريو تفكك يوغسلافيا في سوريا. ومن سوريا سوف يكون هناك ارتداد عنيف سوف يرمي بضلاله المعتمة على دولة قطر وتركيا معا بحيث سوف نسمع العويل والصراخ والفوضى والتفكك في دولة قطر وتركيا معا وسيرمي بضلاله على احمد الشرع ونظامه والذي سيجد نفسه في موقف لا يحسد علىه ان لم نقل سينتهي . ..وبالنسبة لسوريا سوف تتقسم وللأسف الشديد وسوف يؤثر ذلك على لبنان !
الخلاصة :
المنطقة مقبلة على هزات عنيفة .وهناك اربع دول سوف تتغير انظمتها . وايران وتركيا ستدخلان في الفوضى وصولا لتغيير النظامين . ودول اخرى سوف تتقسم . اما العراق فسوف يشهد زلزال سياسي ومن خلاله سوف تزاح الطبقة الحاكمة وتُطرد ايران .. و ينتقل العراق إلى وضع افضل ونظام وطني قوي مع الثبات على وحدة أراضيه ليكون حليفا للغرب ،والصخرة التي يراهن عليها ويدعمها المحور الاميركي الغربي !
سمير عبيد
٥ مايو ٢٠٢٥