المقالات

اضواء على ألغام ورسائل قمة بغداد !

بقلم : د. سمير عبيد ..

أولا: لزمنا الصمت ولم نُعلّق على أي شيء قبيل واثناء القمة العربية رقم 34 في العاصمة بغداد على الرغم من الرسائل التي وصلتنا من اخوة عراقيين طلبوا رأينا .فكانت إجابتنا لهم ( في فمي ماء الآن .. أمهلونا حتى نهاية القمة لنرى الاحداث! ) لكي لا يُقال نحن بالضد من هذه القمة ،وبالضد من جهود ومساعي حكومة السوداني ( مع العلم كان لدينا علم مسبق من بعض الدبلوماسيين العرب انها ستكون قمة ارسال الرسائل الموجعة للطبقة السياسية الحاكمة في بغداد، والتي اصبحت شبه معزولة في محيطها العربي والاقليمي والدولي .. وهذه حقيقة وليست فرية منّا او رغبة منّا… وبدأت بالرسائل القوية منذ اهمال العراق وعدم دعوته لقمة ترامب مع القادة العرب في الرياض !)
ثانيا :-الطبقة السياسية الشيعية لازالت تصر على الخطأ لانها لازالت تصر على وضع بيضها في السلة الإيرانية فقط والتي لم يبقى من هذه السلة إلا ( مقبضها فقط) .وطبعا هناك كُرد وسُنة يشاركون الشيعة بالالتصاق بإيران لمصالح خاصة . وآخرين من هؤلاء لهم علاقاتهم السرية والخاصة مع تركيا واستخبارات خليجية وجهات خارجية اخرى وحتى مع جهات معادية للعراق. والغريب سارع نحوهم السيد السوداني ليزايد عليهم في علاقاته الخاصة مع تركيا وقطر واخيراً مع الجولاني ( اجه يكحلها عماها) .مما خلق جبهة جديدة زادت في محنة العراق والعراقيين . نقطة نظام :- ان جميع حسابات تلك الجماعات اعلاه قاصرة ولم يستوعبوا ولم يقتنعوا أن هناك تغيير سياسيي قادم في العراق ( الزلزال ) .وقادة الدول الخليجية وبعض قادة الدول العربية تعلم بهذا التغيير المرتقب !
ثالثا: فقبيل انعقاد القمة العربية في بغداد بيوم واحد وصل الجنرال الإيراني المثير للجدل إسماعيل قاآني إلى العراق. والهدف واضح وهو :-
أ:-لإرباك الاستعدادات العراقية للقمة العربية ، وللتنسيق من وراء ظهر الحكومة العراقية مع حلفاء إيران في العراق والذين يمتلكون دويلات وجيوش خاصة — ان صح التعبير – ويأخذون التوجيهات من طهران. وترى بنفسها اي تلك الدويلات وتلك الجماعات الحليفة لإيران هي اقوى من الحكومة والدولة والمجتمع العراقي، وقادرة على فعل اي شيء، وحتى قادرة على الانقلاب واستلام الحكم في العراق ( هكذا تعتقد ومقتنعه بذلك ) !

حب:-محاولة قاآني الضغط والتأثير النفسي على القادة العرب بعدم الحضور لقمة بغداد . وبالفعل نجحت طهران ونجح الجنرال قاآني بتحقيق ذلك .وامتنع ٩٥٪؜ من القادة الخليجيين والعرب( الرؤساء والملوك والأمراء) من حضور القمة وارسلوا وفود مدنية جدا !

:-الضغط على الحكومة العراقية من خلال رئيسها للتبرع إلى غزة والى لبنان حصرا ب 40 مليون دولار دون استشارة الشعب ،ولا استشارة البرلمان، ودون الإعلان عن موافقة مجلس الوزراء في العراق . فكانت صدمة للعراقيين الذي يعانون نقص الخدمات في المستشفيات والمدارس والجامعات وفي كل شيء. ناهيك عن طوابير العاطلين عن العمل وجميعهم من الخريجين والشباب . ناهيك أن الرئيس اللبناني لم يحضر القمة أصلا وكان عدم حضوره رسالة سلبية للعراق .ورغم ذلك يتبرع العراق ب 20 مليون دولار إلى لبنان. وبالأمس زار الرئيس اللبناني نفسه الكويت بطائرة خاصة !.والـ 20 مليون دولار إلى غزة كيف تصل ونحن نعرف عدوها الحاضر في القمة الرئيس محمود عباس (( فيا ترى هل تعطى إلى الجنرال قاآني وهو يرسلها بطريقته ؟أم اعطيت ال 20 مليون دولار إلى الأمير القطري وهو يوزعها على قادة حماس الذين يعيشون في فنادق الدوحة فايف ستار ؟ ام انها مجرد إعلان وشعارات وسوف تذهب لجيوب الفاسدين في الحكومة والطبقة السياسية العراقية ؟ ام هي أوامر من حلفاء إيران بالعراق أن تتبرع الحكومة ب 40 مليون دولار إلى لبنان وغزة ؟ ) هذه الاسئلة يفترض يسألها برلمان العراق لحكومة السوداني وبجلسة برلمانية مفتوحة على الهواء مباشرة !

رابعا :- نعود للرسائل المهمة والتي تصر وكعادتها ان لا تقرأها الطبقة السياسية في العراق وبمقدمتها الاطار الحاكم !
أ: عدم حضور القادة الخليجيين إلى قمة بغداد هي رسالة واضحة انه ليس هناك ود ولا ثقة ولا حب للطبقة السياسية في العراق. بمعنى انها باتت معزولة !
ب:عدم حضور جلالة الملك الأردني هي اقوى رسالة ومزدوجة من المجتمع الدولي وبمقدمته( امريكا وبريطانيا ) ومعناها ان الطبقة السياسية في العراق انتهى عمرها الافتراضي. لانه معروف للمنطقة والعالم ان القرار في الاردن هو مرتبط بالقرار البريطاني الاميركي. وان الأردن تستضيف اكبر عدد عسكري من الاميركيين والدول الاوربية وعلى ارضها جيوش وقواعد ضخمة تابعة للاميركيين والبريطانيين والفرنسيين والاخرين!
ج:- وعدم حضور الملك الأردني نسف القمة الثلاثية التي كانت مُعدّة من قبل الحكومة العراقية والسوداني والتي يفترض تضم كل من قادة ( العراق ومصر والأردن ) وكانت رسالة واضحة انه لا تنسيق مع حكومة السوداني في المستقبل !
د:-حضور أمير قطر الشيخ تميم لسويعات ثم عاد إلى الدوحة ( وسط غموض واضح ورسالة واضحة للطبقة السياسية ) فالشيخ تميم حضر بضغط من الرئيس التركي اردوغان لساعتين لان محمد شياع السوداني ترجى اردوغان قبل القمة بأيام ان يوثر على قطر لتحضر بأميرها.. ولكن الهاتف المرعب الذي جاء إلى تميم ( هاتف خليجي ودولي) جعله ينهض ويهرول نحو المطار ويعود للدوحة !
هـ:- اقوى وأوضح رسالة جاءت على لسان وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني عندما سألته المندوبة العراقية ( عن العلاقة بين العراق وسوريا ) فقال (نحن مع العراق حيث يكون العراق) فكانت اجابة فلسفية وذكية للغاية وهو يعلم أن العراق الحالي حليف لايران وهم على عداء مع ايران. وهذا يعني أن العراق ذاهب إلى وضع آخر ونظام سياسي آخر !

خامسا : والغريب والمستهجن ويبدو بتوجيهات الجنرال إسماعيل قاآني وهو خروج جهات حليفة لايران ومحسوبة على الحشد نحو شارع المطار وقبل مغادرة الوفود العربية فانزلوا جميع أعلام الدول العربية وعلقوا بدلها أعلام الحشد الشعبي. فكانت اهانة للحكومة العراقية ورئيسها محمد السوداني وهما اللذان يستضيفان الوفود العربية. وكانت بمثابة تحدي للحكومة العراقية بأن الحشد وحلفاء ايران اقوى من الحكومة والدولة .وكذلك هي اهانة للشعب العراقي وللدولة العراقية التي يفترض لها حكومة واحدة ونظام واحد. والاهم هي رسالة ترهيب للوفود العربية ( ويبدو الجماعة كانوا يراهنون على ردة فعل الحكومة لكي يغلقوا المطار ويأخذون الوفود العربية اسرى .. ومن ثم تعطف ايران والجنرال قاآني بإطلاق سراحهم ) نحن لا نستبعد هذه الخطة ! (( لا بل نشرت فيدوهات على مواقع التواصل جماعات عراقية بسيارات في شارع المطار وهم يشتمون بأعلام الدول العربية وقادتها ))!

الخلاصة : فشلت قمة بغداد فشلا كبيرا ومن يتحمل مسؤولية الفشل واهانة العراق هي الحكومة العراقية وايران وجماعتها في العراق. وكان يفترض من السوداني الغاء القمة العربية حال عدم دعوة العراق إلى الرياض اسوة بقادة الدول العربية . وحال رفض ترامب اللقاء مع السوداني بوساطة قطرية وتركية وسعودية عندما ألح عليهم فيها السوداني ليلتقي ترامب !
ختاما :-انتهت اللعبة في العراق !
سمير عبيد
١٨ مايو ٢٠٢٥

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى