لولا حناطة لما وصلنا الى واشنطون …
بقلم : جابر الجابري …
من مهازل الحظ أن أحد المتنطعين في الحوزة سألني – ليحرجني – ذات يوم عن معنى (القطاطيب ) وبالفعل حيرني سؤاله لأن المفردة غريبة علي .. وبعد برهة من الزمن تذكرت أنها وردت كشاهدٍ شعري في شرح ابن عقيل أحد مناهج الحوزة :
ولولا المزعجاتُ من الليالي
لما ترك القطا طيب المنامِ
لكن الشيخ دمج المفردتين فجاءت الكلمة المبهمة التي دلت على علمه الفريد …
اليوم هذا الشيخ هو أحد اصحاب السماحة وقيادات الامة الروحية …
أما ( حناطة ) فقد التصقت بصاحب المعالي أحد جهابذة السلطة الذين لا نظير لهم .. حين دمج ( حنّا ) مع ( طه ) فقرأها أمام أستاذ اللغة العربية عبد الامير الورد (حناطة) مما فجر غيظه وظل يطلق على تلميذه الفذ (حناطة ) … وقد ظل يحمل هذا الوسام حتى جلب الينا ( واشنطون ) ليضيف الى موسوعة الجهل في العراق إسماً جديداً…
إنها مهزلة الحظ التي تمنح أوسمة السماحة والمعالي لمن لا يجيدون حتى قراءة الاسماء …
أهبتُ بالحظ لوناديتُ مستمعاً والحظ عني بالجهال في شُغُلِ
تقدمتني أناسٌ كان خطوهمُ وراء خطوي إن أمشي على مهَلِ
رحم الله الطغرائي وأسكنه فسيح جنانه