صحوة الاحتفال بمئوية الدولة العراقية !!!
بقلم : أياد السماوي …
الكثير من المؤرخين العراقيين يذهبون إلى القول أنّ يوم تتويج الملك فيصل الأول ملكا على العراق في 23 / آب / 1921 , هو يوم تأسيس الدولة العراقية الحديثة , بالرغم من أنّ قرار مجلس وزراء الحكومة المؤقتة بمناداة الأمير فيصل ملكا على العراق قد تمّ في 16 / 6 / 2021 وأذاعه المندوب السامي البريطاني السير بيرسي كوكس في نفس ذلك اليوم .. ولم يجري قط الاحتفال بيوم تأسيس الدولة العراقية في العهد الجمهوري بعد ما كان عيدا وطنيا في العهد الملكي , حيث الغي العيد الوطني وتمّ استبداله بيوم 14 / تموز / 1958 الذي ألغي هو الآخر واستبدل بيوم 17 / تموز / 1968 , والذي ألغي هو الآخر بعد سقوط النظام الديكتاتوري , ولا زال العراق حتى هذه اللحظة من دون عيد وطني ..
الاحتفالات الرسمية التي جرت في القصر الحكومي في بغداد يوم أمس السبت وفي بعض الوزارات قد جاءت استناداً إلى الأمر الديواني رقم (72) الخاص بتأسيس لجنة خاصة مكلفة بالاستعداد للاحتفال بالذكرى المئوية لتأسيس الدولة العراقية والذي أصدره رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي .. وبحسب قول وزير الثقافة حسن ناظم ( فأن الأهم هو ليس الاحتفال كهدف تسعى له الوزارة وإنما هناك ما يمكن تسميته بالهدف الفكري الذي يسعى لبثّ الوعي في المجتمع لمعرفة معنى هذه المناسبة ) .. بمعنى أنّ الهدف من إحياء هذه المناسبة المنسيّة في وعي الإنسان العراقي هو لإعادة التذكير بهذه المناسبة التي تعني التاريخ الأول لتأسيس الدولة العراقية الحديثة عام 1921 .. وبغض النظر عن الهدف الحقيقي وراء إحياء هذه المناسبة التي أراد لها الكاظمي أن تزرع في الوعي الجمعي العراقي , فإنّ يوم تتويج فيصل الأول ليس مناسبة مقدّسة عند العراقيين , ولو كانت هذه المناسبة مهمّة عند العراقيين وتعني لهم شيئا لما تخلّوا عنها منذ ثلاثة وستون عاما .. إذن ما هو سر صحوّة الاحتفال بمئوية الدولة العراقية ؟ فهل هذه الصحوّة هي مقدّمة لأن يكون يوم التتويج عيدا وطنيا للعراق ؟ فاذا كان الأمر كذلك أليس من الأولى أن يتمّ من خلال الاستعانة بأكاديميين ومتخصصين لتقديم ندوات مختصّة تعنى بشرح تفاصيل هذا الحدث التاريخي ؟ فهل تضّمنت احتفالات الحكومة التي رعاها الكاظمي بنفسه مثل هذه الندوات ؟ أم أنّ الكاظمي أراد من خلال إحياء هذه المناسبة أن يسّجل أسمه في التاريخ باعتباره من أعاد الاحتفال الرسمي بهذه المناسبة الملغاة ؟ وهل كان الاحتفال الحكومي الذي رعاه الكاظمي يوم أمس قد حقّق هذه الغاية ؟ أخيرا أيهما أحقّ بالاحتفاء والإحياء يوم تتويج الملك فيصل الأول ملكا مستوردا على العراق في 23 / آب / 1921 , أم يوم استقلال العراق وقبوله عضوا في عصبة الأمم المتحدة في 3 / تشرين الأول / 1932 ؟
أياد السماوي