بمناسبة عيد تأسيس الدولة العراقية.
بقلم : هادي جلو مرعي …
إتصل بي عديد الأصدقاء المحترمين، ومنهم واحد قاتل قتالا شرسا لكي يضمن الحضور، وإلتقاط الصور، وكنت أنظر إليه مشفقا، وسألوني عن سبب عدم مشاركتي في الحفل في القصر الحكومي، في المنطقة الخضراء؟ فأجبتهم بأنني مواطن يمني، وقد نزح أجدادي الأولون بعد إنهيار سد مآرب العظيم إثر هجوم كاسح من قبل فئران المنطقة في حينه، وغرق الوديان والزروع والبيوت، وعجزت جميع البزازين في وقتها عن وقف هجوم الفئران، والطريف في الأمر إن الفئران هي من كانت تهاجم البزازين التي كانت تولي مدبرة، وبالتالي فأنا من الجالية اليمنية، ولايجوز حضوري في هذا الحفل، عدا عن إني لاأحب الحضور في المناسبات من هذا النوع لأنها تفتقر الى الديمومة والتأثير والأهمية، ويحضرها الذين يريدون تصدر المشهد، ثم إنه من غير المعقول توجيه الدعوة لجميع الصحفيين والكتاب والفنانين والرياضيين، ونخب المجتمع، عدا عن كوننا لسنا من النخب، ولانستطيع إدعاء ذلك، ثم إن علاقتي بمسؤولي الدولة ضعيفة جدا، وعندما يطلب مني أحدهم التوسط له في حاجة ما عند مسؤول تتعرق جبهتي، وتنقبض نفسي فأنا لست مبتزا ليخافوا مني، ولست متملقا ليقدرونني، ولاأجيد التخشخش ليخشخشوني. فأنا لاأنفع في الوساطة، ولاالسمسرة، ولاأستطيع الركض خلف المسؤولين، بسبب كبر سني، وترهل جسمي، وضعف عظمي، ورقة بدني، وسوء ظني بهم. كما إنني أنام حتى الظهيرة فلاأستطيع الحضور مبكرا، وعند العصر أبحث عن منافذ للعيش، والمناسبات لاتمنح المال، ولانقبض منها غير وجع الرأس.