توبوا إلى الله عسى أن يغفر لكم ..
بقلم : أياد السماوي ..
( اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت وأبوء لك بنعمتك عليّ وأبوء بذنبي فأغفر لي فأنّه لا يغفر الذنوب إلا أنت، أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه توبة عبد ظالم لا يملك لنفسه ضرًا ولا نفعًا ولا موتًا ولا حياة ولا نشورًا ) ..
ها هو شهر رمضان قد انقضى ولا نملك إلا الدعاء لله سبحانه وتعالى أن يغفر لنا الذنوب العظام ويكفّر عن سيئاتنا وأن يأخذ بأيدينا للتكفير عمّا ارتكبناه من كبائر وآثام بحق بلدنا وشعبنا ,عسى الله تعالى أن يقبل منّا هذه التوبة ويغفر لنا .. وبالرغم من عظائم الذنوب التي ارتكبناها بحق بلدنا وشعبنا والتي توّزعت بين الفساد والفوضى والقتل على الهوية والنهب المنّظم للمال العام وإشاعة الرذيلة والانحطاط والجهل والتخلّف وتسليم مؤسسات الدولة إلى شذاذ الآفاق من الفاسدين والمنحرفين والانتهازيين وأشباه المتعلمين .. تبقى جريمة إيصال مصطفى الكاظمي إلى رئاسة مجلس الوزراء هي الأعظم والأكبر والأخطر عبر التأريخ المعاصر للدولة العراقية الحديثة , ليس لأنّ الكاظمي لا يحمل أيّ مؤهل لأن يكون رزّاما في دائرة حكومية , بل لأنّ ما ارتكبه الكاظمي شخصيّا هو وفريقه الحكومي المأزوم من جرائم سواء تلك المتعلّقة بالفساد والسرقة والنهب المنّظم للمال العام أو التي تتعلّق بتسليم كافة مؤسسات الدولة لجهات فاسدة ومشبوهة , أو بإشاعة أجواء الرعب وعودة التعذيب حد القتل , أو تلك التي تتعلّق بانتهاك القانون والدستور , تعادل أضعاف المرّات ما اقترفه الذين سبقوه من فساد وجرائم وانتهاك للقانون والدستور ..
فلا زال لغز تعيين مصطفى الكاظمي رئيسا لجهاز المخابرات الوطني العراقي من قبل رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي , محيّرا ويشغل اهتمام المعنيين بالشأن السياسي ومنهم كاتب هذه المقال .. فكلّ ما قدّمه العبادي من تبرير لهذا التعيين عند سؤاله من قبل أحد الأعضاء في اجتماع للمكتب السياسي لحزب الدعوة الإسلامية , هو أنّ الأمريكان هم الذين فرضوا عليه تعيين مصطفى الكاظمي رئيسا لجهاز المخابرات .. واللغز الآخر الذي لا زال محيّرا هو إبقائه في منصبه رئيسا لجهاز المخابرات من قبل رئيس الوزراء عادل عبد المهدي وحتى بعد أن علم عبد المهدي أنّ الكاظمي متآمر عليه وهو من يقف وراء التظاهرات التي اندلعت في تشرين .. أمّا فيما يتعلّق بدور رئيس الجمهورية برهم صالح وعمار الحكيم ومقتدى الصدر وهادي العامري وحليم الزهيري ومحمد الهاشمي وسامي المسعودي , فكلّ واحد من هذه الأسماء وآخرين غيرهم , مسؤولين أمام الله سبحانه وتعالى عن جريمة العصر في إيصال الكاظمي إلى رئاسة مجلس الوزراء , لكن تبقى المسؤولية التاريخية الأكبر يتحمّل وزرها كلّ من حيدر العبادي وعادل عبد المهدي ..
وما نعنيه بالتوبة إلى الله تعالى , هو براءة الذمّة أمام الله وأمام الشعب من خلال منع أيّ محاولة لإعادة مصطفى الكاظمي مجدّدا إلى رئاسة مجلس الوزراء , خصوصا أنّ هنالك من يعمل لتجديد عودته مرّة أخرى بالرغم من كلّ ما اقترفه من جرائم بحق البلد والشعب .. فعسى الله أن يغفر لكلّ من ساهم بجريمة إيصاله إلى رئاسة مجلس الوزراء .. ختاما نقول .. تقبّل الله منّا ومنكم الصيام والقيام والدعاء وصالح الأعمال , ومع انقضاء شهر رمضان المبارك نسأل الله تعالى أن يحفظ بلدنا وشعبنا من كلّ سوء وأن يأخذ بيد الخيرين من أبنائه مهمة تشكيل الحكومة الجديدة والخروج من مأزق الانسداد السياسي .. كلّ عام وبلدنا وشعبنا بألف خير ..
أياد السماوي