[ صنمية الطغيان الحاكم في العراق ]
بقلم : حسن المياح …
وكيفية التعامل معه ومعها …
《 الإمام الحسين عليه السلام النموذج الحر الواعي الثائر 》
— الحلقة الرابعة عشرة —
- عرض نماذج تفسيرية جزئية للنهضة والثورة والتضحية الحسينية *
خلاصة القول في دراسة أي حدث تاريخي وغيره ، أن نفهمه ونعيه ونتناوله من خلال ظروفه الحقيقية الواقعية ، ولا نعتمد الدراسات التي تخرج بتفاسير جزئية للحدث إرتكازآ على أساس إحتمالات وإستخراجات وإسقاطات وإعتمادات تمت الى الجانب الذاتي الشخصي ، وتبتعد عما هي الدراسة الموضوعية لما هو عليه الحدث من أسباب ودوافع وأهداف وغايات حقيقية واقعية . وهذه المسألة لا تقتصر على دراسة ما هي حقيقة وأبعاد النهضة والثورة والتضحية الحسينية فحسب ، وفقط ؛ وإنما المسألة هي مسألة إعمام لكل الحوادث والوقائع والممارسات والأعمال أن تدرس ، ويتم تناول تحليلها على أساس الموضوعية فيما هي عليه الظروف الحقيقية الواقعية للحدث والواقعة والممارسة والعمل ، وأن نحاول بكل ما نملك من طاقة تفكيرية وبحثية أن نبتعد عما هو ذاتي ، وعما هو إسقاط ورغبة وتوسل بغية تحقيق هدف براجماتي مكيافيلي نفعي شخصي ، وما الى ذلك من تأثيرات فردية ، ودوافع شخصية وإنتمائية سياسية حزبية ، وولاءات صنمية توثن ما يقدسه الباحث الفرد الذاتي ، لما يتناول دراسة الحدث ، والتنقيب عنه بحثآ تحليليآ ، وعن الأسباب التي تخدم شخصه وذاته ليكتشفها ، لا عن أسباب الحدث ، ويركز عليها على أنها هي الأسباب الحقيقية الواقعية لما هو الحدث وقوعآ ، وتجربة ممارسة ……
وعلى هذا الأساس ، يجب أن ندرس حركة النهضة والثورة والتضحية الحسينية ، ونركز على أنها إنطلقت في الخط الإسلامي الذي يفضل الرفق سبيلآ الذي يحافظ على المصلحة الإسلامية بما فيه ضمان إستراتيجيتها الحقيقية القائمة على أساس《 عقيدة لا إله إلا الله 》بما تحويه هذه العقيدة الإلهية الرسالية من تمام وكمال نهوض تشريعات ومفاهيم وعواطف وقيم خلقية رسالية …. فيتخذه سبيلآ ….. ؟؟؟ !!! ونركز على أنها إنطلقت في الخط الرسالي ، كذلك ، الذي تسد وتغلق كل الأبواب وتوصد بوجهه ، ولم يكن هناك من أمل إنفتاح لجزء من فتحة باب ….. ، ويفرض العنف ، وتكون الحرب ….. فإنه يضطر الى أن يتخذ سلوك العنف والحرب سبيلآ ، لا لأنه سلوك إنفعالي كرد فعل إستفزازي ، أو تحريضي ، أو إستئثار مصلحة ذات شخصي … ؛وإنما لما فيه ( في إتخاذ سبيل العنف سبيل تنفيذ سلوك مفروض ، محبر على إتخاذه ) منحفظ وصيانة وديمومة وجود وتواصل وإستمرار حياة 《 عقيدة لا إله إلا الله 》، بما هي عليه من إرتكازات إستراتيجية تؤمن وجودها الحاكم ، وفرض سلطانها الحق المستقيم الناصح النافع الذي يقود الحياة على أساس السلام والأمان ، والخير والسعادة ، والبركة والعطاء ، وإن تطلب الأمر الى جهاد القادة الدعاة الرساليين الذين يتخذون من 《 عقيدة لا إله إلا الله 》 بوصلة توجيه إعتقاد وإيمان ، ووعي وفهم ، وإتباع سلوك عملي وخلقي رسالي كريم ، الذي يأمرهم أن يكون هذا ، أو لا يكون …. وفقآ لما هي حقيقة الحفاظ على إستراتيجية مضامين《 عقيدة لا إله إلا الله 》دفة قيادة الإنسان في الحياة ، وحياة الإنسان ……
ولذلك ، وتأسيآ بالآمام المعصوم الحسين عليه السلام ، في كل ما يرفع من شعار ، وما يمارسه من عمل ، وما يقدم عليه من فعل ، وما يأمر به من سلوك ، ويكون هو القدوة الرسالية في كل حركة نريد أن نتحركها ، وفي كل قول نريد أن نطلقه ونلفظه ، وفي كل شعار نريد إن نرفعه ، وفي كل عمل نريد أن نقوم به ، وفي كل فعل نريد أن نفعله ، وفي كل سلوك نريد أن نتخذه ، وفي كل شأن من شؤون وجودنا وحياتنا ….. حتى يحق لنا أن نقول ، ونعلن ، ونصرح ، ونخكب ، ونصيح ونصرخ ، ونرفع الشعارات الرسالية التي كان الإمام المعصوم الحسين عليه السلام يترنمها ، ويتغنى بها ، ويتموسقها ، سلوكآ رساليآ عاملآ واعيآ فاعلآ مؤثرآ …. من مثل { هيهات منا الذلة } ، وأن نختار السلة ، إذا خيرنا حصرآ قاهرآ فارضآ بينها ، وبين الذلة ….. وما الى ذلك من شعارات رسالية أطلقها ، وطبقها الإمام الحسين تطبيقآ رساليآ واعيآ بالتمام والكمال ……
والإمام المعصوم الحسين عليه السلام لم يتعامل مع الشعار لمجرد أنه شعار مزين ملون مزركش جاذب لا قيمة تطبيقية له في عالم الواقع ، وفي واقع سلوك الإنسان في الحياة ، ولا أنه لافتة قماش بيضاء أو ملونة مكتوب ، أو منقوش ، عليها بضع كلمات طائرة ساحرة هائمة تناطح السحاب علو إرتفاع خيال مجنح هائم تائه ، لا يطبق سلوكآ عمليآ إنسانيآ مجاهدآ على أرض الواقع ، وفي واقع الحياة ، ولا أنه شعار تجارة ومرابحة وتحقيق نفع مكيافيلي شخصي ذاني ، أو مصلحي حزبي يؤثر الذات على الخط الرسالي في إمتداد خطه الإنتمائي والولائي على حساب ما هي مضامين رسالة عقيدة لا إله إلا الله …. والإمام الحسين لا تغشه المظاهر الخادعة ، ولا الدعايات المتورمة المنفوخة المنتفشة والمتوحشة ، ولا ألاعيب السياسة الماكرة الغادرة الغاشة المتحولة المتقلبة …. لأن الإمام الحسين عليه السلام هو خط إستقامة ممدود ، لا إنحناء ، ولا تعرج ، ولاإنكسار ، ولا زيغ ، ولا إنحراف يعتريه ، أو يشوبه ، أو يقترب منه …. لما هو الإمام الحسين الترجمة البشرية الرسالية الإيمانية الواعية التطبيقية السلوكية لما هو إمتداد إستقامة خط عدل الإسلام في《 عقيدة لا إله إلا الله 》 ….
نعم … وأجل … وبلى … هكذا هو الإمام المعصوم الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام ، ترجمة سلوك ذات لعقيدة لا إله إلا الله ….
ولا أقول غير هذا ، لأنه لا يوجد أفضل ، ولا أسمى ، ولا أرقى ، ولا أعلى ، ولا أحق ، من قول وتعبير ونقش نعت وحقيقة وصف ، للإمام الحسين عليه السلام ، مثل ذلك ….
حسن المياح – البصرة .