حكومة إقليم كوردستان في المقارنة والميزان
بقلم: هيثم عبد الرحيم المياحي ..
عندما يكتب قلمً عربي راسما قصة نجاح كورديه
هذا يعني بأننا وصلنا الى قمة الوطنية والحرية في
الطرح والتعبير عن نجاح مشروع في قلب الوطن
تجسده حكــــومة إقليم كوردستان العـــــــــــراق
وان خير ما نبتدأ به مقالنا قول الجليل العزيز
” ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”
وما قاله الرسول الأعظم محمد (عليه الصلاة والسلام)
” أنما الأعمال بالنيــات وانما لكل امرئ ما نوى”
اكتب بحروف صادقة واقولها كل بقعة في ارض الوطن فيها فساد
ولكن هناك من يحارب الفساد وهناك من يكون جزء منه. فلا يمكن ان
اكتب مقال عن حكومة كوردستان وأقول بانها منزهه وخالية من الأخطاء
والفساد بل على العكس واقعية الطرح والعقل يجب ان يتقبلها قلمي حتى أستطيع
ان اضع حروفي بلا مجاملة وبدون تجسيد وشخصنة.
وليكن حسن النوايا خير بداية وصفاء الانفس طريقنا الى النهاية كشعب ودولة واحدة
وبالنتيجة ان أي نجاح تحققه الانبار في التطور والبناء هو نجاح للعراق وان انطلاقة الموصل في استعادة أنفاسها وبناء الجسور والشوارع وتطوير المحافظة بطريقة افضل من ما كانت عليه في السابق يعني انتصار لبغداد ونجاح كوردستان واربيل عاصمة الإقليم بكل منجزاتها العمرانية والدبلوماسية والسياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها يعني نجاحنا جميعاً فلا فرق بين عربي وكوردي وسني وشيعي واحترامنا لكل المكونات فجميعنا نعيش على ارض الوطن وكما لدينا قصص نجاح لعلماء وادباء وكتاب من كافة المذاهب والأديان مثلوا العراق بكل ارجاء المعمورة لدينا قصة نجاح نود طرحها بواقعية رقمية عقلانية بلا عواطف وبدون مقارنات لتكن في متداول ايدي الجميع ونفتخر بها. وهنا ولأننا نتصفح قصة نجاح كوردية نستذكر ابيات للشاعر كريم العراقي قالها بحق كوردستان
” لو للجبال الشامخات لسان وفصاحة وبـــــلاغة وبيـــــــان
كتبوا معلقة وانشدها المدى ما عاش من عاداك كوردستان”
قبل البدء نحن نأمل بان تكون جميع محافظات العراق بمقاربة من أربيل في كل ما وصلت اليه هذه المحافظة في التطور والرقي والعمران والنجاحات المتواصلة. فالجنوب يمتلك من المقومات ما يجعله ان يكون أكثر تطوراً من مدن عربيه وعالمية لما لديه من إمكانات وموارد طبيعية وعقول وعلماء. ولدينا امل بأن هذا سوف يتحقق قريبا بعد ان يتم تظافر الجهود ما بين الإقليم والمركز وما بين أربيل وبقية المحافظات العراقية في الوسط والجنوب. وقبل ان نبدأ أقول دعونا سوية نرتقي بالعراق الى مستوى العالمية فالوطن يستحق ذلك بعيداً عن الخلافات السياسية والتي سرقت منا كعراقيين كثيراً من الوقت واهدرت وحطمت وشوهت سمعة الوطن في البقعة العالمية الدولية حيث اخذ الجميع ينظر الينا كبلد غير مستقر امنياً وسياسياً واقتصاديا ومجتمعياً دعونا نوحد صفوفنا ونبدأ بانطلاقة صوت واحد وطن واحد واحترام جميع قوميا تنا وطوائفنا ومذاهبنا واختلاف الأديان. وكشعب على ارض بلاد الرافدين أراد لنا الله ان نكون مختلفين باللغات والقوميات والأديان والعقائد والتوجهات وهذه أجمل صورة رسمها الباري بفرشته فلا نستطيع الانسلاخ من الواقع الذي وضعه لنا الباري عز وجل وما أجمل العراق بكل ما يمتلك من ما ذكر أعلاه.
مركزية القرار وقوة شخصية القائد ضرورة في الشعوب الشرق أوسطية والعربية لأننا أنظمة غير مستقرة وغير امنه في اغلب الأحيان وهناك تدخلات خارجية تؤثر سلباً في اغلب الأحيان على السياسات الداخلية لنا. في هذه المقالة اتحدث عن مركزية قرار واحدة وقصة نجاح في إقليم كوردستان فيوجد مرجعية واحدة وخصوصاً في أربيل ودهوك والمناطق المحاذية لها الا وهي عائلة الراحل ملا مصطفى البارزاني وما يمتلكوه من روابط وثيقة بأبناء جلدتهم ومواطنيهم. فأصبح التصويت حباً وليس امراً وأصبحت خدمة قوميتهم دعوة قلبية وليست دعوة حزبية وأصبح رفع العلم الكوردستاني شعاراً للفخر والتسامح بالقومية وليس شعاراً للتصادم والخلافات السياسية. فصار من المؤكد ان تبدأ قصة نجاح كوردستان وعاصمتها أربيل. فانتقلت هذه المدينة الجميلة عروس كوردستان الوطن بخطواتها المدروسة والمتناسقة نحو اشراقة الحاضر وامل المستقبل المخطط له بعناية ودراية.
الإقليم حصل على حكمة الذاتي في العام ١٩٧٠ ولكن بداية الانتقال وبداية الديمقراطية بسنوات عده عندما حدث التغيير بعد انتفاضة ١٩٩١ والعودة لجميع القوى التي كانت خارج الوطن والأراضي الكوردية وقد القى حينها الزعيم مسعود بارزاني كلمته الشهيرة في مدينة كويسنجق وأوصى بانتخابات ديمقراطية في كوردستان وبداية خطوات الديمقراطية السليمة قالها هي التسامح وعندها اجتمع بمن كانوا يقاتلون في صفوف النظام السابق وقال لهم عفى الله عما سلف. ومباشرة في العام ١٩٩٢ تأسس برلمان كوردستان وتم الاتفاق على الفدريشين وقد كان اول رئيس للحكومة من قبل الاتحاد الكوردستاني الدكتور فؤاد معصوم وأول رئيس برلمان في كوردستان السيد جوهر نامق من الديمقراطي الكوردستاني.
منذ العام ٢٠٠٣ بدأت كوردستان في العمل والتصحيح والتجديد وكانت مسيرة مليئة بالأعمار والبناء والتطور الواضح وبناء العلاقات مع اغلب دول العالم وخصوصاً في ظل ترأس دولة رئيس الوزراء السابق ورئيس إقليم كوردستان حالياً نيجرفان بارزاني وان سياسة الحزب الواضحة والمتناسقة مع رؤى الحكومات المتواردة كانت داعمة لكل مشروع فيه نجاح سياسي دبلوماسي عمراني اقتصادي او غيرها. ولكن كانت في كل حكومة عقبات وصعوبات ونسبة أخطاء وفساد يعترف بها قادة الإقليم. نيجرفان بارزاني بتوجيهات من قبل فخامة الرئيس مسعود بارزاني كان في عهده الموازنة جيدة مما سمح للحكومة حينها بالتوجه للبناء والاعمار بشكل واضح مقارنة في بقية محافظات ومدن العراق والتي للأسف ما زالت دون أي تقدم.
وبدأت مواصلة العمل والنجاح والانتقال الى مشروع الإصلاح بعد تسنم السيد مسرور بارزاني منصبة كرئيس لوزراء إقليم كوردستان في عام ٢٠١٩ وهي الرئاسة التاسعة لأقليم كوردستان العراق في اصعب ظروف اقتصادية وسياسية وفي ازمة خلافات ما بين المركز (بغداد) وكوردستان. وتزايدت الصعوبات وتشنج العلاقات بين الجانبين في ظل الخلافات السياسية داخل المكون العربي وبين المكون السني والشيعي وحتى بين المكون الواحد مما انعكست سلبا على أربيل. وادخلت أربيل بين صراع الفصائل المسلحة في الجنوب مع الولايات المتحدة الامريكية وبدأت صواريخهم تقع على مطار أربيل والمناطق المحاذية اليه والقواعد الامريكية في أربيل وتسبب بخسائر بشرية مدنية وغيرها وانعكس ذلك سلباً على الوضع الأمني والاقتصادي حيث خرجت الكثير من الشركات الاستثمارية من إقليم كوردستان ومعهم المنظمات الإنسانية التي كانت تساهم في تقليل الضغط بإعانة النازحين واللاجئين. واستخدمت ضد عاصمة كوردستان أقلام تكتب بحروف صفراء وكلمات تزرع الحقد بين أبناء الجسد الواحد والشعب الواحد لأجل تمزيق اللحمة الوطنية والعلاقة الصادقة التي بنيت منذ مجابة النظام الدكتاتوري الصدامي حتى ان تحقق التغيير ٢٠٠٣. ولكن الشعب العراق أكثر وعياً وادراكاً وعقلانية من كل ما يكتب عن كوردستان وعن الشعب الكوردي العريق وعن الاتهامات الغير واقعية والغير مقبولة. ولذلك قررت ان اكتب هذه المقالة كي تكون فاصل ما بين الشر والخير وما بين الرحمن والشيطان وما بين العقلنة والجهلنة. كي تصف واقع الحال في الإقليم والعلاقة ما بين الحكومة الاتحادية واربيل وما هي المنجزات التي تحققت في ظل أصعب الظروف وكيف انتقلت أربيل بخطواتها نحو الشهرة عربياً وعالمياً بروح عراقية صادقة.
ونود ان نطرح في هذه السطور بصمات في عدة نقاط هامة كي يطلع عليها الجميع ونوضح اهم العقبات والصعوبات وماهي بعض المنجزات لحكومة مسرور بارزاني منذ ٢٠١٩ ولغاية اليوم ونحن في ٢٣-٨-٢٠٢٢ ومن جوانب مختلفة منها السياسية والاقتصادية والعمرانية والإنسانية وغيرها.
وبما ان الشعب هو عمود الدولة ففي إقليم كوردستان حققت الحكومة منجزاتها خلال فترات سريعة ومنتظمة وأولها زيادة الدخل المحلي لإقليم كوردستان من ١٤٠ مليون دولار الى ٢٤٤ مليون دولار. وهذا الإنجاز بعد إطلاق الحكومة لمشروع الإصلاح وتنظيم الإيرادات في خمسة أشهر فقط. وان أبرز الخطوات في الإصلاح كان في مؤسسات الدولة من خلال تنظيم دوام الموظفين وتسهيل مهام المواطنين والحد من الروتين في المؤسسات الحكومية وتوزيع رواتب الموظفين في موعدها المحدد دون أي تأخير. والتي كانت مشاكل يعاني منها المواطن سواء كان مدنياً او عسكرياً سواء كان موظفاً او متقاعداً.
تعطل تسديد الرواتب من قبل بغداد الى كوردستان وضع الحكومة في أربيل في موقف حرج مع مواطنيهم وكما وصفها بعض المحللين المختصين ان اتخاذ قرارات سياسية اكثر من ان تكون قضائية قانونية بعدم السماح لأقليم كوردستان بتصدير النفط هي وضع حجر امام عجلة التقدم في الإقليم رغم ان رئيس الوزراء لإقليم كوردستان وفي شهري تموز واب ٢٠١٩ زار بغداد للتحاور مع الحكومة المركزية من اجل المشاكل العالقة وابرم اتفاق واضح وابدى استعداد الإقليم تسليم بغداد ٢٥٠ الف برميل من النفط يوميا على ان تلتزم الحكومة الاتحادية بأرسال ٩٠٠ مليون دولار الى الإقليم ولكن بسبب اندلاع الاحتجاجات في بغداد والمحافظات وتدهور الوضع الأمني ثم تلاها استقالة رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي حالت الأمور دون ان تؤتي تلك المساعي ثمارها. ثم تلاها جائحة كورونا وانخفاض في أسعار النفط العالمية. ونقض العهود المبرمة مسبقاً بهذا الموضوع تلاه قرار المحكمة الاتحادية بحق مرشح الحزب الديمقراطي الكوردستاني وزير خارجية جمهورية العراق الأسبق والسياسي المحنك هوشيار زيباري وغيرها من عقبات وأزمات متزايدة غير متزنة في ظل قيادة مستقرة تبحث عن التوازن بين الإقليم والمركز وتبحث عن استقرار سياستها واقتصادها ايماناً بان أي استقرار في المركز يضفي بذلك استقراراً على الإقليم.
السيد مسرور بارزاني لا يمتلك نفساً عنصري ولا طائفي وعندما خاطب باللغة العربية الفصيحة الشعب العراقي قال
” أخواتي واخواني العراقيين الأعزاء” دلالة على حبه واحترامه للشعب العراقي كما هو فخامة الزعيم مسعود بارزاني حينما يقول ” حبي لشعبي الكوردي كما هو حبي لشعبي في المحافظات العراقية كافة”
الا ان بغداد وفي ظل السنوات المنصرمة منذ سقوط النظام السابق لم تطبق عشرات البنود خاصة تلك المتعلقة بحقوق الكورد والمناطق الكوردستانية المتنازع عليها. فأن هذه النقاط تسبب خرق في العلاقات وعدم توافق مستمر رغم ان الديمقراطي بقيادته يؤكد دائماً على الاحتكام الى الدستور الذي كتبناه سوية ووقعنا عليه سوية ومن المفترض الرجوع اليه في أي إشكالية. وكما قال الزعيم مسعود بارزاني
” لطالما تعرضنا للخداع لبساطتنا وطيبتنا ليتنا كنا نعلم ما نعلمه اليوم قبل عام ٢٠٠٣ لقد اتضح لنا ان ثقافه الغاء الاخر وعدم قبوله لا تزال موجودة في العراق” ولأن الرئيس بارزاني يمتلك روحه العراقية قد دعا جميع الأطراف الى الحوار والتفاهم للخروج من الازمة السياسية الحالية التي يمر بها العراق مشيراً الى أهمية الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني في العراق اجمع.
سوف نضع للقارئ مقارنة ما بين شهرين مختلفين في فترات مختلفة قبل وبعد الازمة المالية وانهيار أسعار النفط وجائحة كورونا حتى يطلع الشارع العراقي الى أهمية الموقف في الإقليم وصعوبة الوضع المالي والاقتصادي بعد انهيار الأسعار وهذه المقارنة مقتبسة من الكتاب الذي أعده كادر المكتب الإعلامي لرئيس حكومة إقليم كوردستان.
الشهر (١٢-٢٠١٩): هو نموذج للشهر الذي لم تبدأ فيه الازمة المالية بعد نتيجة تفشي فيروس كورونا كما ان مبلغاً قدره ٣٨٣٠٠٠٠٠٠ ( ثلاثمائة وثلاثة وثمانون مليون دولار) كان يرسل من قبل الحكومة العراقية والحساب المصرفي في وزارة المالية في حكومة إقليم كوردستان.
حصة ميزانية الإقليم من بغداد (٣٨٣٠٠٠٠٠٠). مليون دولار
المساعدات الشهرية للتحالف (١٧٠٠٠٠٠٠). مليون دولار
الإيرادات النفطية في كوردستان (٢٩٥٠٠٠٠٠٠). مليون دولار
الإيرادات الداخلية قد بلغت (٢٤٤٠٠٠٠٠٠). مليون دولار
بلغت نفقات المؤسسات الرسمية لحكومة إقليم كوردستان لشهر (١٢-٢٠١٩) (٩٩٥٠٠٠٠٠٠).
بلغ اجمالي العائدات لنفس الشهر (٩٣٩٠٠٠٠٠٠).
بلغ العجز ما بين الواردات والنفقات واضحاً لدى الجميع وهو (٥٦٠٠٠٠٠٠). مليون دولار
الشهر (٤-٢٠٢٠): هو نموذج للشهر الذي شهد انهياراً في أسعار النفط الخام وتفشي فيروس كورونا الى جانب تراجع الإيرادات الداخلية الى أدني مستوياتها وقطع بغداد للمستحقات المالية لإقليم كوردستان. وقد بلغ سعر بيع البرميل (٢٠) دولار فقط
الإيرادات الداخلية للإقليم بلغت (٦٠٠٠٠٠٠٠) ستون مليون دولار
مساعدات دول التحالف (١٧٠٠٠٠٠٠) سبعة عشر مليون دولار
الإيرادات من نفط الإقليم (٦٠٠٠٠٠٠٠) ستون مليون دولار
الإجمالي العام: ١٣٧٠٠٠٠٠٠ مئة وسبعة وثلاثون مليون دولار فقط
وهذا يعني قد فقد الإقليم ٨٦٪ من ايراداته. وقد يسأل أحدهم ان صادرات النفط لأقليم كوردستان يومياً تبلغ (٤٣٥٠٠٠) ألف برميل سوف نفصل لكم تفاصيل دقيقة حول نسبة المبيعات وكيف تستقطع حصص الشركات الناقلة وتركيا وشركة روس-نفط.
يصدر الإقليم يومياً (٤٣٥٠٠٠) اربعمائة وخمسة وثلاثون ألف برميل يومياً بسعر بيع بأفضل حالاته وصل ٢٠ دولار للبرميل.
بلغ الدخل العام لشهر (٤-٢٠٢٠) (٢٦١٠٠٠٠٠٠) مائتان وواحد وستون مليون دولار. ومن هذه المبالغ:
٦٠٠٠٠٠٠٠ (ستون مليون دولار) لشركة روس نفط
٣٠٠٠٠٠٠٠ (ثلاثون مليون دولار) لتسديد ديون تركيا
١٢٠٠٠٠٠٠٠ (مئة وعشرون مليون دولار) المتبقي يخصم منه ٥٠٪ للشركات الاستثمارية. ما يتبقى فقط ٦٠٠٠٠٠٠٠ (ستون مليون دولار).
لذلك كانت حكومة إقليم كوردستان دائماً تطلب وضع الأرقام والاحصائيات الواقعية للواردات والنفقات حتى يطلع الشارع العراقي على الفوارق الكبيرة ويقيم الوضع ما بين قبل وبعد انهيار الأسعار النفطية وجائحة كورونا. ولذا قد اوعز رئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني للجان المختصة بوضع كافة وكامل جهودهم لطباعة كتاب فيه بالإيجاز كل ما يدخل ويخرج من الحساب المصرفي لوزارة المالية في إقليم كوردستان ويقطع الجدل السائد حول موضوع الإقليم. متمنين ان يسعى الاخوة في بغداد نفس المسعى للإعلان عن الواردات والنفقات لحكومة المركز حتى يطلع عليها الشارع العراقي ونكون أكثر شفافية مع شعبنا.
كانت هناك الكثير من المشاكل ما بين بغداد والاقليم وقد حلت بعضها ومازلنا نعمل جاهدين على حلها من ضمنها والتي وصلنا الى حل حينها مشكلة التعداد الفرعي وهذا يعني ان حكومة إقليم كوردستان قد سجلت الافاً من مواطني كوردستان بالجنسية العراقية في التعداد الفرعي بدائرة تسجيل الأحوال المدنية وان الحكومة كانت لا تقر بذلك بحيث لا يمكنهم اصدار جوازات السفر والبطاقة الوطنية ولكن وبعد اجتماع بين وزير داخلية الحكومة الاتحادية ياسين الياسري ووزير داخلية الإقليم ريبر احمد قررت وزارة الداخلية الاعتراف بجميع السجلات الفرعية التي تم تسجيلها منذ سنة ١٩٩٢ الى إقرار الدستور العراقي الدائم سنة ٢٠٠٥ حسب الامر الوزاري المرقم (٥٠١) في ٢٩/٨/٢٠١٩.
مشكلة أخرى كانت تسبب الكثير من الاحراج لحكومة كوردستان الا وهي تأشيرة الأقليم التي كانت تمنح للأجانب والتي كانت بغداد لا تعترف بها ولكن بعد اجتماعات مكثفة وتواصل ما بين وزارتي الداخلية في بغداد في عهد معالي ياسين الياسري ووزير حكومة الإقليم ريبر احمد قررت وزارة الداخلية منح وزير داخلية الإقليم صلاحيات اصدار التأشيرة ويعمل بها في جميع العراق.
وهناك مشاكل كثيرة قد حلت منها اصدار جوازات السفر والبطاقة الوطنية وغيرها فما نريد الوصول اليه ان خلال هذه السنوات وفي ظل حكومة مسرور بارزاني قد حلت الكثير من الإشكالات والعقبات وتم تذليل الصعوبات بين الطرفين فلا يوجد مشكلة بلا حل ولكن الأهم ان يكون تفاهم وتواصل ولقاءات وتطرح المشاكل واحدة تلو الأخرى ويتم وضع نقاط اتفاق بين الطرفين كي ننهي كل ما استجد من أزمات ومشاكل باقية وعالقة.
من الجانب الإنساني كانت ومازالت أربيل محطة امن وامان لملايين النازحين والمهجرين من الأحبة أبناء المحافظات التي تعرضت للهجمات والاغتصاب الداعشي والارهابي وقامت منظمة بارزاني الخيرية التي أسسها مسرور بارزاني في عام ٢٠٠٥ لدعم ومساعدة الشعوب في الازمات والكوارث داخلياً وخارجيا مع دعمها للنازحين واللاجئين السورين في أربيل والاقليم على مرار سنوات عدة. احتضان أربيل الى هذا الكم الهائل من النازحين قد تحدثت به الصحف العربية والعالمية في أيام كانت بغاية الصعوبة خلال عمليات تحرير نينوى بتواجد الاف الاعلامين والصحفيين والمنظمات الدولية. وكما اشارت وكالة بي بي سي البريطانية بالعربي في تقريرها في الأيام الأولى لتحرير نينوى وما قاله دولة رئيس وزراء الإقليم حينها للوكالة
” المدينة تتأهب للاختبار الأصعب والمتمثل بموجة النازحين المليونية المتوقعة جراء معركة الموصل وينبغي ان يكون هناك دعم وتمكين من المجتمع الدولي فالحكومة المركزية في بغداد غير قادرة وغير مهتمة بتحمل مسؤولياتها تجاه الإقليم في هذا الصدد” وبالتأكيد فان بغداد كانت تعد العدة لبداية تحرير الموصل وقد أنهكت اقتصادياً وعسكرياً وكان ولا بد من تدخل اممي لدعم أربيل ومساندتها في هذه الازمة كما انه كان ولا بد من مساعدة لوجستية ومادية ومعنوية من قبل حكومة المركز ايضاً.
أربيل انسانياً اثبت وجودها بأقلام الصحافة العراقية والعربية والعالمية ومازالت تفتح أبوابها لأبناء الشعب العراقي والعربي للذين يبحثون عن استقرار وامان ومعيشة لهم. من المؤكد ان التواجد العربي في أربيل يساههم في عدة نقاط أهمها رفع اقتصاد كوردستان وبناء علاقات إيجابية بين المجتمعين الكوردي والعربي وتطوير الروابط بين الجانبين مجتمعياً واقتصادياً ويؤثر ايجاباً سياسياً فعندما يكون لدى الكورد تجارة في الجنوب والوسط والغربية يرفع من نسبة النمو الاقتصادي هناك والعكس صحيح في أربيل.
بعدها جائحة كورونا التي حطمت دول كبرى ومدن كان لها قوة اقتصادية وصحية وسياسية مثل اسبانيا والصين وايران والولايات المتحدة الامريكية وغيرها في اوربا ولكن تمكنت حكومة مسرور بارزاني من السيطرة على الجائحة ومكنت الحكومة وزارة الصحة في إقليم كوردستاني وجميع الكوادر بكل ما يحتاجوه من أجهزة ومعدات وادوية ولقاح وغيرها وقد التزم الشارع الكوردي بكل القوانين العالمية التي وضعت للسيطرة على الجائحة وكانت أربيل وبقية المدنية الكوردية عالية الانضباط والتنظيم ويعود ذلك للجهود المبذولة من قبل وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية الأخرى التي كانت متوحدة في حربنا ضد فايروس كورونا.
وهناك الكثير من الإنجازات في الجانب الصحي والعلمي والثقافي والأمني لجميع الأجهزة وبمختلف المسميات وقد تحولت اغلب المؤسسات الرسمية في إقليم كوردستاني الى رقمية محوكمة وإجراءات المعاملات الخاصة بالمواطنين تنتهي في فترة زمنية مختصرة وسريعة مواكبة في هذا التطور العالم اجمع وشهدت محافظات الإقليم جميعاً اعماراً مستمر وبناء مجمعات سكنية واستثمار وتعبيد شوارع ومد جسور كبرى وتطوير برامج الجامعات الحكومية والأهلية وزيادة نسبة قبول الطلبة وفتح بوابة العلاقات الدولية واستقطاب المئات من المنظمات الدولية سواء كانت الإنسانية والعلمية والتثقيفية والتدريبية وغيرها وفتح قنصليات للهيئات الدبلوماسية ومد الجسور ما بين أربيل والعالم اجمع وفي جانب السياحة أصبحت أربيل وإقليم كوردستان وجه لجميع الجنسيات وتتطلع الحكومة وفي برنامجها القائم لأن تكون كوردستان قبلة للسياح من جميع ارجاء العالم.
في الختام لدينا مقالات عديدة سوف تنشر حول اهم إنجازات حكومة الإقليم واخر التطورات مابين بغداد واربيل على جميع الأصعدة وشكراً لتعاون الحكومة الاتحادية فأن حقوق المواطن الكوردي هي حقوق المواطن العراقي ويجب ان يكون التعاون مستمر ما بين المركز والاقليم بكل المجالات السياسية والاقتصادية والمجتمعية والثقافية والأمنية وغيرها. فما يصيب بغداد يؤلم أربيل وما يؤلم أربيل لا تقبل به بغداد. ابيات مهداة من قلب عربي الى اهلي في كوردستان
ما زلت اشم رائحة البنادق وارى رفع الأعلام والبيارق
واستذكر صرخات الصناديد فوق جبالك ودروب المناطق
ما زلت افتخر بعروس وطني وجنة ارضها بجمالها المتناسق
واكتب شعري كي يخلد حبي بقلم عربي ولسانً محب وصادق
فلكوردستان في روحي عشقاً ينهمر ابياتً ما زلت فيها نـــاطـــق
فتحية مني اليك أربيل ما دمتي ودام فيك قائداً لشعبه مرافـــــــــق
بقلـــم: دكتور هيثـــم رحيـــم المياحي