بلاويكم نيوز

تــخليــــد البــارزاني في متحــف شهداء الخلـــود

0

بقلم: د. هيثم المياحي ..

“نــــحارب من اجـــل وضع نهـــاية للحــــرب”
الخالد في الذاكرة ملا مصطفى البارزاني

من خلال تصفح تأريخ الملا مصطفى البارزاني نعرف بأن هذا الشخص كان يطلب السلم ولا يرغب بالحرب ولكنه اجبر عليها من اجل كرامة شعبه ومن اجل حريتهم وقد قالها في العديد من المؤتمرات والاجتماعات التي حضرها في الداخل والخارج. واستذكر ما قاله أيضا ” الحــــرب أسوأ خيـــار لحل المشــــأكل” ومرة أخرى حينما قال ” اقســم بالله انني مشمئز من الحرب ولكن البعث لم يترك لنا سبيلا اخر غير القتـــال”

وهنا أقول ان كــل امة لها الحق في تخليد شهدائها وابطالها ونضالها وتأريخا الذي يجب ان يطلع عليه الجيل الحالي والاجيال المقبلة. وان قصة نضال الكورد في العراق ضد الأنظمة الدكتاتورية وطغيان البعث قصة يجب ان تدرس في جميع المدارس والمعاهد والجامعات ويجب ان يطلع عليها العالم اجمع. فكانت فكرة تأسيس متحف الراحل ملا مصطفى البارزاني وشهداء الكورد ضرورة ماسة قد سعى لها الرئيس مسعود البارزاني كي تخلد بطولات هؤلاء الابطال الذين رسموا بدمائهم أروع صور النضال ضد العنصرية والطائفية والاحقاد التي مزقت جسد الأمة العراقية المتلاحمة.

بحضور سياسي عالمي وعربي وعراقي وكوردي واضح افتتح اليوم متحف البارزاني الخالد وقد اثنى جميع القادة على هذه المبادرة وذكروا بطولة الراحل ملا مصطفى وعائلة البارزاني التي استشهد منهم الالاف من المناضلين بين شيوخ ونساء وأطفال وشباب كانوا يجعلون من السماء غطاء لهم ومن الجبال مسكنا وأيضا قوات البيشمركة المناضلة لعقود من الزمن حتى يصل الكورد الى ما عليه اليوم. واكد الزعيم مسعود البارزاني في بداية حديثة على شكر جميع الحاضرين من ممثلين لدول عالمية وسفراء وقناصل وشكر رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية ايضاً واستذكر بطولات الراحل ملا مصطفى والشهداء من اجل الحربية والعيش باستقرار وامن.

ويضم الصرح التاريخي متحفاً يحتوي على صور نادرة ومقتنيات للزعيم الراحل ملا مصطفى بازراني مع بقايا ملابس ومقتنيات ضحايا الانفال ومقتنيات البيشمركة القدماء الذين شاركوا في الحركة التحررية الكوردية. وكان الهدف الأساسي من انشاء هكذا متحف ليصبح مركزاً للبحث والمعلومات حتى لا تنسى الأجيال القادمة ما مر به الكورد من معاناة وويلات وما قدموه من تضحيات وهي رسالة مزدوجة بأن الكورد يعيشون في البلد بكل تسامح رغم كل ما مر عليهم من ظلم واضطهاد في العقود المنصرمة.

وقدر اشاد السيد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بدور الرئيس مسعود البارزاني قائلاً ” أحيي الدور الكبير للسيد مسعود بارزاني ونحن على ثقة باستمرار جوره البناء واسهاماته الوطنية في دعم العملية السياسية وبناء العراق الجديد.” واسترسل قائلاً ” لقد أراد شهداء شعبنا الكوردي وعموم شهداء الحركة الوطنية العراقية ان يورقوا ابناءهم بلداً تزدهر فيه العدالة والمساواة ويعيش فيه المواطن كريماً وعزيزاً.

وقد كان للسيد عمار الحيكم كلمة أشار فيها لدور الكورد ونضالهم وتاريخهم وقال ” إقامة المعارض والمحافل وانشاء المتاحف يمثل سياقات ضرورية كي نرسخ ماضينا في حاضر ومستقبل الأجيال” وقائلا ايضاً ” ان شخصيات مفصلية ومؤثرة بتاريخ الراحل الملا مصطفى تستعدي منا جميعا الوقوف في التاريخ لدراسة تأريخهم لما قدمه وأبناء قوميته من تضحيات كبرى وجميعها من اجل الحرية والعدالة وبناء دولة المواطنة والقانون. وان المواقف الكورد والشيعة سوف تبقى مواقف مشهودة وموثقة ومن ضمنها العلاقة القوية بين الراحل ملا مصطفى والسيد محسن الحيكم قدس سره.”

وان أروع وأجمل ما في المتحف هو التصوير الحقيقي والانشاء لغرفة الكهف التي كان يسكنها الخالد ملا مصطفى بارزاني حيث تشاهد فيها معاناة ماكان يقدمه رمز النضال في حياة ريف جبال كوردستان ونضاله وشعبه معه. ويوجد في الصرح العديد من قاعات وغرف الاجتماعات متنوعة الاحجام بإمكانها استيعاب اكثر من 300 شخصية لعقد المؤتمرات والتدريب والتدريس. سوف يكون هذا الصرح معلماً كورديا عراقيا باقياً ما بين الماضي والحاضر والمستقبل. واخيراً نتمنى ان يحذوا قادة العملية السياسية والزعماء في العراق حذوا الزعيم مسعود بارزاني وان يجسدوا تأريخ ونضال شهداءهم كي تدرس للأجيال المستقبلية واستذكر كارثة سبايكر التي بدأت تتلاشى من الذاكرة والتي لاوجود لاستذكارها في متحف قيم يليق بهكذا عملية إبادة لثلاثة الالاف مقاتل بينهم الشيعي والسني وبقية أطياف واديان ومذاهب العراق كي يطلع جيلنا الحالي والاجيال المقبلة ما قدمته اسلافهم ضد الإرهاب الفكري الداعشي وغيره كي يعيشون في مستقبلهم بكل امن وامان.

شكراً لفخامة الزعيم مسعود بارزاني على هكذا صرح كوردي عراقي وشكراً للقائمين عليه ولكل من حضر وشارك في هكذا يوم جمع العراق باختلاف انتماءاتهم في صرح تأريخي يجسد لنا بطولة وشجاعة زعيم كوردي خلده التأريخ وافتخر به الحاضر وسوف ندرسه للمستقبل. واختتم بما قاله الراحل ملا مصطفى ” ربما لا أرى كوردستان محررة ولكنكم سترونها” نعم انها محررة معمرة قوية وفيها ابناءك واجيال سوف تخلد ذكراك.

بقلم
الدكتور هيثم المياحي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط