[ نظرية التوزيع الثروة في رسالة عقيدة لا إله إلا الله ]
بقلم: حسن المياح – البصرة ..
{{ العدل في سيرة خلافة علي بن أبي طالب عليه السلام }}
بينما كان الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام في غضون عهد خلافته الأربع سنوات ونصف السنة يتجول في الأسواق والطرقات ، يتفقد أحوال الرعية ….. شاهد رجلٱ من أهل الكتاب مسنٱ بلباس رث عتيق قديم ، ومظهر حاله يشكو الحاجة ، ويعلن الجوع ……. فتألم علي عليه السلام لحاله ، وتأجج بريق شعاع نور وإشراق حفظ أمانة وأداء مسؤولية تكليف قيادة وحاكمية عدالة إجتماعية ، ليبزغ نور حق المساواة بين الرعية ، وإن لم يكن هذا الرجل الذي صادفه —- الإمام علي عليه السلام الخليفة —- على ملة الإسلام ، فصرخ بصوت إستقامة { العدالة الإجتماعية } —- التي هي من ثوابت الإسلام في مذهبه الإقتصادي —- لماذا يترك هذا الرجل ، ولم يهتم به [ الٱن ] كسائر أفراد الرعية في تحصيل لقمة العيش ، وهو الذي خدم الدولة الإسلامية ، بتقديم عطائه ، وبذل جهده ، الذي يقدر عليه لما كان شابٱ …… والٱن لما كبر عمره ، وتقدم في السن ، وأصبح شيخٱ متقاعدٱ ، يهمل …… ؟؟؟ !!! ، ولا يعطى له حقه من بيت المال ( وزارة المالية حاليٱ ) ……… ؟؟؟ !!!
خذوه ، وأعطوه معاشه ، وخصصوا له راتبٱ تقاعديٱ مجزيٱ ، يسد إحتياجاته ، كما هم سائر الرعية الذين لا يشكون الحاجة ، ولا يعسر عليهم تحصيل القوت والمعاش
….
ما أعدلك يا علي …. !!! وما أبهاك نور حق ….. !!! وما ألطفك إشراقة ميزان عدل وحق وخط إستقامة في التوزيع …. !!! وأنت القسطاس المستقيم ….. !!! ؟؟؟
هذا هو القائد ( الزعيم السياسي الحاكم ) لما يتصدى للمسؤولية ، ويشعر أن الله سبحانه وتعالى مسائله ، وأن ضميره الإنساني اللوام يحاسبه ، فيحكم بالعدل بين الناس الرعية …… !!! ؟؟؟
الإمام علي عليه السلام قسطاس مستقيم عقيدة وتفكيرٱ ونظرية ، وقدوة سلوك واقعي شديد الدقة توزيعٱ عمليٱ في تقسيم الأرزاق بين الرعية الناس ، وأنهم { أي الناس ، الرعية ، الأمة ، الشعب } المتساوون —- كأسنان المشط —- لما يكون توزيع العطاء ( الثروة ) بينهم , لا فرق بين واحد وأحد ، وبين ٱخر وغير ….. لأن المال { التي هي خزينة الدولة في الحال الحاضرة ، الميزانية السنوية } هو مال الله سبحانه وتعالى ، وهو المالك الحقيقي …… وعلى الخليفة ، والمسؤول الحاكم ، والسياسي الزعيم ، والحزبي القائد ….. ، أن يؤدي الخدمة ، وفق منظور الله سبحانه وتعالى توزيعٱ عادلٱ ، وليس له أي منة على أحد ، لأنه يؤدي الواجب الوظيفي المناط به تكليف أمانة ومسؤولية ، وأنه المحاسب أمام الله …… لأن المال هو مال الله سبحانه وتعالى ؛ وليس ماله ، وهو فيض رزق الله سبحانه الدار النازل للأمة والشعب والناس والرعية …..
هذا هو منطق عدل الله تعالى السليم القويم ، وإستقامة تشريع القرٱن الواضح المبين ، ونزاهة سيرة المسؤول الحاكم الصالح النظيف …….