بلاويكم نيوز

الانهار التي لا تجف….!!

0

بقلم : سعد الاوسي ..

يتوهم اهل السلطان في غمرة جبروت القوة وسطوتها انهم انصاف آلهة يملكون ان يقولوا لكل شئ كن فيكون !!!!
وهم لو تفكروا وتدبروا ونظروا الى تبدلات احوال اشباههم ونظرائهم على مدى عمر الخليقة، لعرفوا انها لا تدوم، وانها زائلة لا محالة، وان من هم اقوى واكبر واعظم وافهم وابسط سلطاناً قد ولّوا وزالوا وانطوت صحائفهم خائبين مذمومين مدحورين، وان خير الناس من نفع الناس لا من طغى وتجبر واستكبر وغرّه الغرور، اقول هذا وانا انظر واستذكر الى ماحاوله ويحاوله بعض اصحاب السلطة والسطوة على اختلاف عهودهم وعناوينهم ومراتبهم لترويض اصحاب الفكر والرأي والكلمة بقصد كتم اصواتهم او ثلم كرامتهم وكسر شوكتهم وتحويلهم من اسود رأي ضارية الى قطط زينةٍ اليفة تتمسح باذيالهم وتموء تحت اقدامهم كما يشتهون.
ويغفلون او يجهلون ان هذا الامل الواهم ضرب من المحال اثبتت الازمنة والتواريخ بكل سيرها خيبته وعقمه وعدم جدواه، وشواهد ذلك آلاف الاسماء والاصوات العالية الحرة الخالدة على مر التاريخ، حيث زال الطغاة والملوك والرؤساء الحاكمون ملوثين بعار مافعلت ايديهم وبقي الثوار والمفكرون والعلماء وسادة الرأي والكلمة مرفرفين كالرايات العالية فوق رؤوس الازمنة ورغم انف الفناء، لانهم موعودون وعد الحق من الملك الجبار المتجبر بالبقاء حين قال في اول السفر لكليمه موسى عليه السلام ( في البدء كانت الكلمة) ولم يقل ( في البدء كانت السلطة ) حاشاه، ثم قال لنبيه الخاتم في اول فرقانه المنزل في ليلة بالف سنة مما تعدّون ( اقرأ ) ولم يقل له احكم او تسلط، رغم انه قادر على كل شئ قدير.
اقول قولي هذا لمن وضعوا في حساباتهم تعطيل وسائل كلمتي وصوتي ومحاصرتي بقطع الانهر والروافد على قنواتي الاعلامية بالقوة حيناً وبالخديعة حيناً و بلغة خناجر الغدر والظلام احيانا أخرى،
اقول لهم ان الانهار الكبيرة عصيّة على الموت الا بامر ربها، وانها لن تجف مهما وضعتم عليها من السدود والحواجز، وانها ستتدفق وتملأ المسارات خضرةً وخصباً وجمالاً، وان صوتها العالي لا يُكبت ولا يُكبّل، وان في الارض متسعاً لي ولسواي كي نسيح اليها ونرفع رايات اصواتنا الحرة منها ضد القبح والخراب والظلم والخديعة التي اصبحتم تشيعونها وتستمرؤونها في زمنكم الشحيح الذي وعدتم الناس ان يكون رزقاً وخيراً من سابقيه فكان اشدّ بؤساً وفقراً ونكالاً، واننا كشعب لم (نقبض)
من عهدكم الا الكلمات والوعود والشعارات، وتذكروا ان زمنكم قصير، وان اصواتنا التي هي خلاصة هموم الشعب ومعاناته قادرة على ان تجعل زمنكم اقصر. فاذا ظننتم ان قوتكم اكبر واعظم وابطش فتذكروا اننا اقوى بكثير من البعوضة التي تدمي وجوه الأسود، هذا اذا توهمتم اننا مجرد بعوض وانكم اشباه اسود،
والقادم من الايام حكم فيما بيننا فاتعظوا يا اولي الالباب…!!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط