مواقف سيساوية غامضة ومحيرة
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
حاول نظام السيسي مراراً وتكراراً فرض الهزيمة على الشعب الفلسطيني، حتى اضحت مواقفه بحاجة إلى تفسير وتوضيح وتبرير، وذلك بسبب سحب الغموض التي رافقتها منذ بداية الحرب على غزة. .
نذكر، من تلك المواقف الغامضة، ما قاله وزير الصحة المصري في مقابلات متلفزة: بأن قرار الحصول على أعداد كبيرة من المصابين والحالات المرضية من قطاع غزة ليس قرار مصر، وأن القرار بيد سلطات معينة. من دون ان يفصح عن تلك السلطات المتحكمة بقرارات بلاده. وقال في مقابلة مع قناة CNN، رداً على سؤال حول أسباب عدم استقبال عدد أكبر من المصابين في قطاع غزة للعلاج في مستشفيات مصر ومن هي الجهة التي بيدها القرار ؟، فقال: (القرار ليس قرارنا ولا أعرف قرار من). .
يأتي موقف هذا الوزير الخطير في الوقت الذي كثرت فيه الأحاديث حول قيام وزارته بسرقة سيارات الإسعاف الكويتية الحديثة، واستبدالها بأخرى قديمة ومتهالكة. وقد شاع هذا الكلام بعد نشر المستشار والمحامي المصري المثير للجدل أحمد عبده ماهر، فيديو مصور يتحدث فيه عن هذه المزاعم، الأمر الذي اعتبره البعض اعترافاً منه بسرقة السيارات. والحقيقة ان الكويت إرسلت 8 سيارات إسعاف جديدة إلى غزة، كجزء من مساعداتها الإنسانية. لكن وزارة الصحة المصرية استبدلتها بسيارات قديمة. .
ثم تناقلت الفضائيات صورة مستشار الرئيس الأمريكي الأسبق (ستيوارت سليت سربوت) وهو يستفز مهاجر مصري يبيع المأكولات السريعة في نيويورك (محمد حسين)، ويهدده بالمخابرات المصرية. يقول له ان المخابرات سوف تعتقل أسرتك وتعذبهم. بمعنى ان (ستيورات) هذا لديه علاقات عميقة بعباس كامل واجهزته القمعية. وهو على تواصل معهم، وبإمكانه تلفيق الاتهامات لأي مواطن مصري. .
أما أغرب ما سمعناه فهو خطاب السيسي الذي قال فيه: انه لم يغلق معبر رفح. وان المعبر ظل مفتوحاً على مصراعيه، وان الشاحنات المصرية المحملة بالغذاء والدواء كانت تقف بانتظار السماح لها بالدخول. بمعنى ان الفلسطينيين هم الذين اختاروا الموت جوعاً، وهم الذين حرموا مرضاهم من الدواء. .
في تصريح سابق للسيسي يقول فيه: انه (يوافق على إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح، وتكون تحت إشراف قوات دولية). والسؤال هنا: لماذا منزوعة السلاح ؟، ومن انت حتى تقرر مصير الشعب الفلسطيني ؟. .
ختاماً: اصبحت الصحف الاسرائيلية تكتب وتمدح السيسي اكثر من نتنياهو نفسه. فقد ذكرت صحيفة يديعوت أحرنوت: ان إسرائيل تدعم السيسي لأنه الوحيد الذي يقود المعركة ضد كل الذين يحاولون إعادة الإسلام لصدارة العالم. .
(هي إسرائيل هتلاقي مين غيره يحميها ويحقق سياساتها في المنطقة). . .