الهياكل الثلاثة(الإنسان والاخلاق والرياضيات (40-500) الالحاد والشرك والتوحيد
بقلم : محسن عصفور الشمري ..
الاله(كينونة كونية)وضرورة للإنسان حتى يكمل به نقصه او يحقق به ما يعجز عن القيام به في مواجهة التحديات الذاتية والاجتماعية والحياتية في الظروف الخاصة والعامة المستقرة والمضطربة والطوارئ وكذلك في ايام السلم والحرب.
ان فعاليات الانسان(سيرورته وصيرورته)الفكرية والمعنوية والشعورية(الفكر والإرادة والفعل)تحتاج إلى مفاتيح تفعيل الطاقة الكامنة خارج كيانه المحيط والغيبي والطاقة التي تكمن ضمن كيانه الذاتي(الخاص).
لذلك يجتهد الإنسان بتنصيب نفسه آله او اتخاذ آله اخر من جنس البشر كالحاكم او الكاهن او آله حي يمشي او يطير او يسبح او جامد من الجوامد او الشمس او القمر او نجم من النجوم،وكل تنصيب من هذه الالهه يكون ضمن قوانين ومحددات من ابتكار الانسان كفرد او مجموعة من البشر.
ذهب ويذهب عدد من الالهة الأنسيين إلى حالة من الازدواجية لمعالجة هذا النقص والعجز عند التعامل مع الخلود،فاختاروا نسج الخلود من خلال الذات ليدفن خزائنه معه او من خلال احتكار وتوريث الحكم والثروات إلى الاولاد والأحفاد واجياله اللاحقة او من خلال طبقة مختارة او فرقة ناجية تحتكر السلطة والنفوذوالاموال.
يتوقف الحديث عن مسار الالحاد عند الحديث عن التوحيد والشرك لان ضرورة الاله منتفيه عند الملحدين الذين تتوقف آفاقهم مع الاله عند حدود معينة تتغير مع تغير الزمان والمكان مثل فريق التتابع في ركضات 4100م او 4400م.
يبقى التنافس والصراع بين الموحدين والمشركين والموحدين المحتكرين الذين يقتربون كثيرا من المشركين ويشكل هؤلاء المحتكرين المنطقة الرمادية ما بين التوحيد والشرك بصور متنوعة مزيجة ما بين الكفر(الإنكار) والنفاق.
إذ يعمد فريق الكهنوت(الموحدين المحتكرين)عبر تاريخ الامم والشعوب إلى بناء هيلمانات(مقدسات)حتى يتسنى لهم احتكار الاتصال والتواصل مع المقدس المصطنع لغايات انانية فردية او عائلية او طبقية فيكون هذا المقدس المصطنع ملاذهم لاستمرار احتكار السلطة والنفوذ والثروات.
ماوردنا من موروث منذ خلق آدم إلى يومنا هذا؛يتضمن ثلاث مسارات اتخذت الالحاد والشرك والتوحيد،والمنطقة الرمادية تقع فقط بين الشرك والتوحيد وقد صنعها الكهنوت اما لانهم بقوا مستمرين على طريق الضلال عن جهل وقصور بإتباعهم اهوائهم او تنفيذ أهواء الحاكم كالنمرود وفرعون او تحول الكهنوت إلى شياطين إنسيين عن عمد وقصد وفي كلا الحالتين (القصور او العمد )فان الكهنوت ينفذون ما توعد به ابليس بإغواء بني ادم بحالة تفوق بها هؤلاء الشياطين الأنسيين على شياطين الجن من سلالة ابليس.
في الغالب؛يتناول المختصون بالتاريخ
سيرة ملوك الارض في بابل وآشور ومصر والهند والصين ووسط اسيا والإغريق والرومان دون النظر او المقاربة مع ماورد في كتب العهد القديم والعهد الجديد والقران وباقي الكتب السماوية وعدم وجود المقاربات والتعشيق؛اصبحت منفذ ودليل للملحدين على انكار الواحد الاحد.
وهذا سببه يعود إلى عدم نقل وتداول تدوينات وتحقيقات الموحدين المؤمنين ولهذا فان اغلب الموروث المتداول جاءنا من الموحدين(المسلمين غير المؤمنين) وهذا الأمر لا يقتصر على من ينسبون أنفسهم إلى نبي من الانبياء دون غيره.
ان الموحد غير المؤمن يتخذ مسار عدم التقاطع مع الحاكم ويقوم بهذه المهمة الكهنوت عندما يلوون الادلة السماوية ويكيفونها لتكون مصدات وأسوار معنوية وفكرية تشتت أنظار الناس عن حقوقهم المغيبة بتغييب العدالة.
حتى وان وصل الحكم إلى حاكم معادي للحاكم الذي سبقه عن طريق انقلاب او بإسناد من اخرين؛فان الحاكم الجديد سرعان ما يذهب الى ذلك المعبد الذي يحرسه الكهنوت ويطبق نفس ادوات التشتيت التي تغييب العدل وتعطيل العقل والحريات.
يقوم فريق الحاكم الجديد من الكهنوت بأظهار مساؤى الحاكم السابق دون التطرق إلى مكانة الإنسان بعقله وحريته وحاجته للعيش بعزة وكرامة من خلال الإنصاف والقسط والعدل.
فيتم توجيه الجهود والخبرات والامكانيات والثروات إلى استمرار معبد الاله الجديد الذي يطغى دينه على شرائع الواحد الاحد وهكذا فان مصلحه الاله والكهنوت ترتبط بتجهيل وتضليل البشر عن الغاية من وجودهم في الحياة الدنيا بالعمل الصالح وإعمار الارض الذي يكون الطريق الوحيد إلى نيل الخلود.
الموروث الذي بين ايدينا فيه صفحات تتحدث عن الصالحين المصلحين (الإصلاح)والكهنوت والحاكم الاله في سيرة النبي ابراهيم والنمرود والنبي يوسف واحد فراعنة مصر والنبي داوود وجالوت والنبي موسى وفرعون والنبي عيسى والرومان والنبي محمد وملأ قريش.
ان الحاكم العادل لا يسمح ان يكون حوله كهنة ولا يرضى بأن يكون مكان حكمه معبد يكون هو الاله فيه والحاكم العادل يكون تحت سقف الدولة والشريعة السماوية والتشريعات التي يضعها حكماء شعبه ولا يوجه الاموال العامة لبناء مجده الشخصي والعائلي والطبقي والفئوي لانه يؤمن بأن العدالة تاتي بخيرات على مساحة حكمه لا حصر لها فعزة الإنسان وكرامته تخرج طاقاته وتجددها وتطورها وبهذا يكون الحاكم والمحكوم على طريق الخلود وكل يوم يقتربون منه.
اللهم ارزقنا التسليم بما حمله الملك جبرائيل منك إلى انبياءك فوصل اليهم واتصل بهم وتواصل معهم وهذا هو المعنى المقصود وليس غيره في الاية ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (الاحزاب56)).