بلاويكم نيوز

شـهادة دامية تحت الانقاض

0

بقلم : رُقية محسن عبد الرضا ..

كُنا في السابق نقرأ الملاحم الشعرية،  ويعمد الشاعر الى تصوير المشهد تصويرًا  سينمائيًا  تاركًا  للقارئ حرية  الخيال  المجنح
أما اليوم فصار  الخيال واقعًا مرئيًا  فالحدث الذي لا تنقلهُ الكامرات  يأتي  إلينا  عن طريق الكُتب  قلم يلطخ  الأوراق دم ليتوحد خيال المتلقين في صورة واحدة  ومشهد واحد،  الأمر لا يستدعي  القدرات
  عبد السوداني  كاتب وصحفي ورجُل قانون موهوب مناصرًا للقضية الفلسطينية التي أودت حياة الملايين كان عبد ينقل رسالتهُ بطريقة اكثر من مؤذية عبر وصف المشاهد بكلمات مختصرة تفيض لها العيون دمعًا   
نقل هذه   الصورة  في  كتابهُ “ما لا يمكن أحتمالهُ”   وهوَ الكتاب الثاني   بعدَ ” كم مرة نموت بعد ”  يأخذك الكتاب  الى رحلة غير عادية  تحت الانقاض  حيث ستشعر  بأن انفاسكَ  تنقطع  أحيانًا  وقلبك  يرتجف  ووجهك مشوه ومليئ بّـــلغبار   ولا عجب بأنك سترى الدم يسيل  من بين صفحات الكتاب  فهو  يجسد واقعًا   مؤلمًا  بكل تفاصيله  أنُاس  شهدو مجازر  لم تحظ  بتغطية  اعلامية   كافية  بسبب زحُم الاحداث
يُخصص  الكاتب  جزءًا كبيرًا  من سردياتهُ عن القصص  المؤلمة  التي حدثت في تلك المدينة  المبادة  (غزة)  محاولاً  أن يحفر  للشهداء  الابرياء  تاريخًا بقلمهُ 
“قائلا  بأنهُ أصدق كتابًا  كتبهُ في حياته  وأنه لا ينصح  بقراءة كتبهُ الا الذين يتحملون  رؤية الدم  ويجيدون الغرق فيه” 

مستخدمًا نصوصًا واقعية  بأسلوب أدبي وسردي متقن  متحدثًا فيها عن الموت والحرب والمخيم والحصار والجوع والقهر  تثير المشاعر  وتجعل من القارئ   يمضي ساعاتِ قاسية جدًا بينما يطوي  صفحاتِ جديدة

وختامًا  بين لنا الكاتب والصحفي  قوتهُ وصبره وعزمة على أيصال  صوته نحو  العالم فقد تم أرسال نسخًا من كتابه  لبعض الدول لتقرأ الفاجعة الائليمة وتساند هذا البلد المغدور والمحتل ظلمًا  والعمل على  ترسيخ المشاهد  في ذهن  القراء.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط