المقالات
ثروات العراق الاستراتيجية: مفاتيح النهضة أم أبواب التدخل الخارجي؟
بقلم : هاله التميمي ..
(الثروات يمكن أن تكون سلاحًا ذا حدين)
شهد العراق مؤخرًا اكتشافات جديدة في مجالات الثروات الطبيعية والمعادن، شملت وجود السيلكون، الذهب، الزئبق الأحمر، أكسيد الكالسيوم، بالإضافة إلى اقتراب بدء تعدين اليورانيوم. هذه الاكتشافات تمثل فرصة استراتيجية هائلة لإعادة بناء الاقتصاد العراقي، وتعزيز دوره في الصناعات المتقدمة والطاقة النووية السلمية.
أولاً: أهمية الثروات المكتشفة
- السيلكون (Silicon):
يدخل في صناعة الشرائح الإلكترونية والطاقة الشمسية.
استثماره يفتح الباب أمام نهضة صناعية إلكترونية في العراق. - الذهب:
مصدر اقتصادي ثمين يمكن أن يدعم الاقتصاد والاحتياطي النقدي.
يفتح المجال أمام الاستثمارات في قطاع التعدين. - الزئبق الأحمر:
مادة نادرة وقيمة، تُستخدم في الصناعات الخاصة والتقنيات الحساسة. - أكسيد الكالسيوم:
يُستخدم في البناء، وصناعة الإسمنت، وتنقية المياه. - اليورانيوم (قريبًا من التفعيل):
يُستخدم في إنتاج الطاقة النووية السلمية.
يضع العراق على خارطة الدول المؤهلة للدخول في مجال الطاقة النووية.
يمثل مورداً استراتيجيًا يمكن أن يسهم في توليد الكهرباء وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
ثانيًا: أهمية استثمار هذه الثروات مستقبلًا
تنويع الاقتصاد العراقي بعيدًا عن الاعتماد على النفط.
خلق فرص عمل في مجالات التعدين، التصنيع، والطاقة.
تطوير البنية التحتية وتعزيز الإعمار من خلال الموارد المتوفرة.
إدخال العراق إلى نادي الدول الصناعية والطاقة النووية السلمية.
ثالثًا: مستقبل العراق في ظل هذه الثروات
بتحقيق الاستثمار الأمثل والشفاف، يمكن للعراق أن يتحول إلى قوة صناعية وعلمية في المنطقة.
وجود اليورانيوم سيفتح الباب نحو استقلال طاقي وتوليد كهرباء نظيفة وآمنة.
مع هذه الموارد، يصبح العراق مؤهلًا للعب دور دولي في مجالات الطاقة والصناعة والتكنولوجيا.
يمتلك العراق اليوم فرصة استثنائية لتغيير واقعه الاقتصادي والاجتماعي من خلال الاستثمار في ثرواته المعدنية، وخاصة مع اقتراب تعدين اليورانيوم. يتطلب هذا التوجه إدارة حكيمة، واستراتيجية وطنية تسخّر هذه الموارد لخدمة الإنسان والتنمية، وبناء عراق جديد قوي ومزدهر.
اما الجانب السياسي رأي اخر!!
وجود الثروات الطبيعية—خصوصًا النادرة والمهمة استراتيجيًا مثل النفط، الذهب، اليورانيوم، والزئبق الأحمر—قد يجعل الدول أكثر عرضة لأطماع الخارج، سواء بشكل مباشر (احتلال أو تدخل عسكري) أو غير مباشر (تحكم اقتصادي، شركات متعددة الجنسيات، أو فرض سياسات). هذا النوع من “الاستعمار الجديد” لا يعتمد دائمًا على الدبابات، بل أحيانًا على الديون، العقود الجائرة، أو الفوضى المقصودة.
لكن المقابل هنا:
إذا كانت هناك حكومة وطنية واعية وقوية.
وشعب موحد ومثقف.
ومؤسسات قادرة على حماية القرار السيادي.
فإن هذه الثروات تصبح أداة للنهضة والتمكين وليست نقمة.
بعض الدول الأفريقية الغنية بالذهب والماس عانت من الحروب الأهلية والصراعات بسبب أطماع القوى الأجنبية.
في المقابل، دول مثل النرويج استثمرت نفطها بحكمة وأصبحت من أقوى اقتصادات العالم.
الثروات يمكن أن تكون سلاحًا ذا حدين. والفرق يصنعه الوعي السياسي، والإدارة الوطنية، والقدرة على حماية السيادة.