فضيحة ترامبولية جديدة
بقلم: كمال فتاح حيدر ..

ربما لعبت الصدفة دورها، وربما بسبب الغباء والإهمال، وجد الصحفي الأمريكي جيفري غولدبيرغ Jeffrey Goldberg نفسه في مجموعة خاصة على تطبيق (Signal) تضم كبار القادة في البيت البيضاوي. وتبين فيما بعد ان مستشار الأمن القومي مايك والتر Mike Waltz هو الذي ادرج أسم جيفري ضمن المجموعة السرية، التي كانت تتحدث عن خطط الضربات الأمريكية الموجهة ضد اليمن، ومما زاد الطين بلة ان هذه الصحفي يترأس تحرير مجلة (ذا أتلانتيك الأمريكية) التي تبغض ترامب ويبغضها ترامب، وبينهما ما صنع الحداد. .
لم يكن جيفري ينوي اختراق مجموعتهم، ولم يخطط للتجسس عليهم، لكنه وجد نفسه فجأة وسط مجموعة تضم كبار القوم، وتتحدث بكل صراحة ووضوح عن تحركات الأسطول الحربي الأمريكي في البحر الأحمر، وعن أنواع وكميات الصواريخ والقنابل التي سوف تستهدف اليمن، وتتحدث عن الضربات التي تلقتها فرقاطاتهم وبوارجهم هناك. .
ثم ان جيفري من الإعلاميين الحاذقين، فكان من الطبيعي ان يستثمر وجوده بينهم لكي يفضحهم ويكشف الحقائق التي لا يعلم بها الشعب الأمريكي. .
لم تمض بضعة أيام على الفضيحة حتى بادر جيفري إلى نشر تقريره المفصل على صفحات مجلته بعددها الصادر في 24 مارس 2025، مبيناً الظروف التي منحته فرصة التعرف على التحركات الحربية الحساسة بين كبار مسؤولي إدارة ترامب دون علمهم الواضح بوجوده في الدردشة. فأثارت الفضيحة مخاوف القائمين على سرية المعلومات الداخلية. .
وهكذا أصبح محتوى المحادثات علنيا. في حين أكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض (برايان هيوز) صحة المحادثات. وقال: أنها تحتوي على معلومات سرية ما أثار المخاوف بشأن الإجراءات الوقائية في سياسة أمن المعلومات التي يتبعها قادة الأمن القومي، وما هي المعلومات الحساسة الأخرى التي ربما كشفوا عنها، وما إذا كانوا يتبعون قوانين حفظ السجلات، والمساءلة في إدارة ترامب، وأكثر من ذلك. .
تجدر الاشارة ان تطبيق سيجنال يحظى بشعبية كبيرة بين مستخدميه الذين يهتمون بالخصوصية. يقدر عدد مستخدميه شهريا بين 40 إلى 70 مليون شخص. وعلى الرغم من أن التطبيق لا يتمتع بشعبية منصات المراسلة الكبرى مثل (واتساب) و (ماسنجر)، إلا أنه معروف بمعايير الأمان. وبالتالي فان الخروقات التي حدثت لا تعزى إلى وجود ثغرات في التطبيق وانما تعزى إلى إخفاقات العاملين في البيت البيضاوي وسوء تصرفهم. .