المقالات

ديمقراطية السكاكين والبنادق

بقلم : كمال فتاح حيدر ..

يبدو اننا امام ممارسات مغلوطة للديمقراطية، يمكن ان نطلق عليها: (البندقراطية). لأنها تسلحت بالبنادق والسيوف والخناجر والسكاكين والهراوات. ونشئت على الفزعات العشائرية والنعرات القبلية، فالديمقراطية نظام سياسي يعتمد على إرادة الشعب، تمارس فيه الجماهير سلطتها السياسية بشكل مباشر. أو من خلال الانتخابات العادلة لضمان حقوقها وحرياتها الأساسية. .
ولكن البندقراطية التي نشاهدها الآن في العراق تؤكد بما لا يقبل الشك ان بعض افراد القبائل حملوا بنادقهم، وصاروا يطلقون عياراتهم النارية الطائشة بالذخيرة الحية لدعم مرشحيهم، وإدخال الرعب في قلوب المنافسين. وربما يلجأون إلى الاستعانة بالألغام والعبوات الناسفة لمؤازرة شيخهم أو رئيسهم، ومساندته من أجل إحكام قبضته على صناديق الاقتراع، وسوف يسجل التاريخ اننا اول من أدخل السلاح إلى حلبات البندقراطية، وأول من أضاف إليها حرية الانفلات والانحياز والتهور. .
وهكذا بات من الشائع الآن أن مفهوم البندقراطية يعكس حجم التحديات التي تواجه العملية السياسية، حيث يجري استخدام القوة والسلاح في بعض الحالات للتأثير على الانتخابات والقرارات السياسية. .
وفقاً لبعض التحليلات، فإن العراق شهد فترات من ديمقراطية البنادق، حيث لعبت الجماعات العشائرية المسلحة دوراً سلبياً في المشهد السياسي، مما سوف يؤثر على نتائج الانتخابات والاستقرار السياسي. .
الديمقراطية الحقيقية تعتمد على حرية التعبير، الانتخابات العادلة، وسيادة القانون، وليس على التهديد بالسلاح أو العنف. ومع ذلك، فإن بعض التقارير تشير إلى أن العراق لا يزال يواجه تحديات في تحقيق ديمقراطية مستقرة بسبب الصراعات الطائفية، التدخلات الخارجية، وانتشار السلاح بين القبائل المتنافسة. .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى