إفعلوها..كما فعلها الحريري
بقلم : سمير داود حنوش …
أكاد أُجزم أيُها السياسيون العراقيون أن أغلبكم لم يشاهد أو يتمعن في تلك المشاهد التي أطل فيها سعد الحريري رئيس وزراء لبنان وهو يعلن إعتزاله العمل السياسي بدموعٍ مغرورقة وكلمات تخرج من فمه متقطعة بعد أن وصلت العملية السياسية في لبنان إلى طريق مسدود، ويقيني أن هذه الحادثة لم تخدش حتى شعوركم بالفشل وأنتم تحاورون وتناورون وتغردون بتغريدات مليئة بين ثناياها بذلك الإنهزام والخنوع والقبول بالأمر الواقع مهما كانت شروطه على أن لايمس ذلك الكرسي الذي تجلسون عليه وزياراتكم المكوكية للإقناع أو تقديم تنازلات للطرف الآخر لايهم فالمعنى واحد.
أيُها السادة.. لقد أخزيتم الطائفة والمذهب بل لقد جعلتم (التّشيع) إضحوكة يهوي إلى القعر. إعتزلوا وإفعلوها كما فعلها الحريري وقدّموا التهاني والتبريكات للفائز كأخلاق الفرسان وإمنحوا الفرصة لهذا الفائز عسى أن ينتشل واقعنا من هذا الحضيض، وتيقنوا أنها الفرصة الأخيرة ماقبل ضياع البلد وهي فرصة لإختبار نوايا ذلك الفائز، حيث سيكون القرار في النهاية للشعب وليس غيره، ثم ألستم أنتم من أنشئ هذه الديمقراطية ونادى بها فلماذا لاتعترفون بمخرجاتها؟.
إفعلوها رحمةً بأنفسكم وشعبكم فماذا ستجنون من هذه السياسة البائسة والوضع المزري؟ فإن كان المال فنعتقد انكم تملكون أموالاً وذهباً يكفي لأحفاد احفادكم، وإن كان المنصب هو غايتكم فسحقاً للمنصب الذي يذل ويهين جالسه.
إستقيلوا وإفعلوها كما فعلها الحريري عندما أعلن إعتزاله العمل السياسي وهو في قمة نشاطه، بينما أنتم في أسوأ مراحل فشلكم..فماذا تنتظرون من محاولاتكم ومناوراتكم سوى مزيداً من الخيبة والتناحر والفشل وسخط الشعب عليكم؟.
لقد جعلتم الآخرين يتسيدون عليكم ويتمادون في إذلالكم من خلال تقديم مرشحين نجوم في الفساد والإفساد لإذلالكم وإهانتكم. إفعلوها أيُها الخاسرون في الإنتخابات فلم تعد المراوغة تجدي نفعاً.
ملاحظة مهمة جداً: الكاتب ل