من ذاكرتي ما بعد الاحتلال ..
بقلم : سمير داود حنوش …
في يوم من أيام صيف عام 2006 كلفّني أحد الأصدقاء (حالياً هو من قيادات الحشد الشعبي) وكان حينها مسؤولاً عن إدارة صحيفة وإذاعة لحزبه بإجراء حوار صحفي مع أحد أعضاء مجلس الحكم آنذاك والذي كنا نسميه في ذلك الوقت (مجلس السلفة) على إعتبار ان كل عضو في ذلك المجلس كان يستلم إدارة رئاسة العراق لمدة شهر، وفعلاً تم الاتفاق وتحديد موعد لإجراء الحوار الصحفي مع هذا الزعيم.
فاجأني هذا السياسي بسؤال إبتدأ به حديثه عندما قال لي “كم يقرأ هذا الحوار وكم يسمعه” فأجبته “لا أعلم”، هنا قال لي “يا أخي..بصراحة أنتم تحرجونني بهذا اللقاء لأنني لا اجري حواراً إلا أن يتخطى عشرات الآلاف من المشاهدين والمستمعين”. حقيقة استفزني هذا الكلام ولم يترك لي مجالاً للتفكير بضرورة المغادرة والأعتذار عن اجراء الحوار مع مباركة صديقي لهذا الفعل.
بعد أيام وفي تجمع صحفي جمع بعض الأخوة الصحفيين أخبرني صديق لي أن هذا السياسي (الشيعي) الذي الغينا الحوار معه سابقاً يحاول أن يتوسط ويبذل المستحيل من اجل أن تسمح له بعض القنوات العربية ومن بينها قناة سعد البزاز والتي كانت في بدايات تأسيسها أن يثرثر ولو لنصف ساعة عبر شاشاتها حتى ولو إضطره ذلك لدفع أموال مقابل هذه الدقائق من الثرثرة، لكن المفارقة التي أخبرني بها صديقي أن جميع تلك الفضائيات ترفض استقبال هذا السياسي (الشيعي) لسبب بسيط هو أنها كانت تعتقد ان هذا الرجل مقرّب من ايران، وهو جواب لايستحق المزيد من التفسير. حينها أدركت ان أغلب السياسيين عندنا تراهم اسود على بني جلدتهم بينما اذلاء وتبعية يحاولون إرضاء الغير بكل الطرق.
أحد السياسيين قال لي ان الوطني والأصيل لن يسمحوا له بتصدّر المشهد السياسي لأنه يعريهم ويفضحهم ويجعلهم يدركون الفرق بين السياسي الأصيل والسياسي الدمج.
الكثير من الأخوة يسألوننا بأعتبارنا مطلعين أكثر على مجريات الأمور بأسئلة هي..هل سينتصر ساستنا لمحافظات الوسط والجنوب؟ وهل سيعيدون لنا حقوقنا المغتصبة؟ وهل سيلتفتون لمعاناتنا؟ فأجيبهم بكل بساطة..إذا كانت هاذي مثل ذيچ خوش دجاجة وخوش ديچ.