بقلم : قاسم الكفائي ..
في الأفق السياسي المُظلم وعلى واقع الساحة العراقية الفاشلة تلوح علاماتُ القوة وتنمو كردِّ فعلٍ لمظاهر الفساد والإنهيار والفوضى التي تعم الشارع العراقي ومؤسساتِ الدولة. وكأن المثل القائل (الأزاهيرُ تُورِق داخل العاصفة) ينطق على ذلك الواقع المتغير والمتفاعل. فمن سِمات المجتمع السياسي العراقي أنه يحبُ التغييرَ ويمقتُ الركودَ كحالةٍ غير شاذة فيه وإنما متجذرة دوَّنها التاريخُ القديمُ والمُعاصر على نحوٍ يليق بالشخصية الوطنية العراقية التي تعشق أرضَها كعشقها للحرية وبناء مستقبل أفضل تتعالى فيه مبادىءُ الحقوق والواجباتِ على المصالح الفردية والإستعلائيةِ.في هذا المناخِ الصعب، مناخ التجاوزات على الحقوق وهدرِ المال العام، والفوضى، والتنابز السياسي بين الفرقاء ظهرت علينا شخصيةٌ رائعة بمواصفاتِها الوطنية والعلمية والمهنية، شخصية لن تقوى على تجاذبها الرياح والترغيب بقدر ما تفخر بهويتها العراقية وانتمائها لهذا الشعب من الفاو الى زاخو. يمكن لنا القول أن *السيد عامر عبد الجبار إسماعيل* هو رجل المرحلة لذاك الواقع الصعب، فقد إجتمع عليه مريدوه من أبناء هذا الشعب دون دعايةٍ ماديةٍ، وحزبية، أو وعودٍ بتحقيق مكاسب، فالدافع النزيه كان الأهم لاختياره أن يكون رجل المرحلة الواعد بناءً على تلك الميزات الطيبة التي تمثل حاجة المواطن المُلِحة.حتى لا أكون من الذين اشتروا الضلالة وباعوا الهدى بغير علم ولا رشاد، أذكر لمحة عن قدرات السيد عامر الذي تشهد له وزارة النقل التي كان يشغلها وزيرا في زمن رئيس الوزراء نوري المالكي بالعمل الجاد والمهنية والنزاهة ولم تظهر عليه تهمة فساد سوى أنه خرج منها بيدين نظيفتين، ولولا قساوة الصراعات بين الأحزاب والمحسوبيات التي تعمل على تثبيط العاملين والمخلصين، وتحدد من حركتهم لأَبدعَ في عمله أضعافا لما له من المهارات ما لا يعرفها غيرُه ممن إدعوها (يمكن للمواطن العراقي الحريص على مستقبل وطنه أن يتابعه على مواقع كثيرة). الذي دفعني لكتابة هذا المقال هو تأثري بشخصيته وكفائته ونزاهته أولا، وحين اطلعت على الفديو الذي وصلني للتو كان فيه السيد عامر عبد الجبار قد عقد مؤتمرا صحفيا الى جانب زملائه نواب محافظة البصرة يطالب فيه الحكومة بالعمل على تحقيق طلبات متعددة من شأنها رفع المستوى المعيشي والخدمي لأهل المحافظة الكرام. فمنها مثلا، طالب بإستضافة مدير عام هيئة التقاعد من أجل مناقشة وحسم ملفات تقاعدية مهملة تماما تهم خدمة وحاجة شريحة واسعة من المواطنين. كذلك طالب بإيقاف التعاقد بشأن سايلو البصرة – رصيف رقم عشرة – بغرض فتح تحقيق ومعالجة قضايا فساد. ومن التوصيات التي خرجت عن المؤتمر مطالبة المعنيين في الحكومة إعادة إفتتاح كلية الشرطة في المحافظة التي مضى عليها حيف الإهمال والنسيان، ثم أوصى السادة النواب بحماية مصدر الإقتصاد العراقي – البصرة – بدعم متطلبات قيادة الشرطة لا سيما الشرطة النهرية والبحرية بغرض تأمين المنشآة النفطية والموانىء وغيرها. ومن التوصيات المهمة مطالبة الحكومة بناء سايلو في البصرة بغرض تخزين المواد الغذائية بوسائل صحيحة تليق بأهمية بوابة الإقتصاد العراقي. ما قام به السيد عامر من نشاطات متواصلة ذات أهمية يُحسب له في ميزان إخلاصه وتفوقه وقدرته على مواصلة العمل المتقن الذي تصب نتائجه في البناء والإعمار على الرغم من دخوله قبة البرلمان قبل أيام معدودات. العراق لم يمت مادام المخلصون وأهلُ الكفاءة يخوضون فيه غمارَ واقعِهم المُر لإنقاذ البلاد من براثن الفساد والتبعية والفرهود.في كل الأحوال صار الوعي الإنتخابي سمة واضحة في فكر وحاجة المواطن العراقي ولم تمض عليه في هذه المرحلة المهمة تفاهات وسائل الترغيب الإنتخابي والضجيج الإعلامي الذي أرهقه وتسبب في ذلهِ وتفقيرِه. وفي الطرف الآخر يرى السيدَ عامر عبد الجبار إسماعيل بعين الحرص والمسؤولية الإنتخابية مشروعا وطنيا مخلصا يستوعب حاجاتِ البلادِ والشعب، وهو قادرٌ على تبوِّء موقع رئاسة الوزراء في وطنه الكبير.
قاسم محمد الكفائي/ كندا twitter…@QasimM1958