الأنفـــــــــال جددت اوجــــاع الأجيـــــــال
بقلم: د. هيثم المياحي ..
حينمـــا ترى قلوباً معصورة والسنة معقودة ووجوه قد اصفرت من الرعب والخوف وهي تقف على توابيت يعلمون ان فيها أبنائهم وبناتهم وابائهم وزوجاتهم وازواجهم تقف دقات القلوب لهذا المنظر المرعب الذي ابكى الملايين. حينما يترائى لك وانت تقف على رفاتهم وهم يطلبون الخروج من عالم الموتى الى عالم الاحياء يحتضنون ذويهم وابائهم وامهاتهم وزوجاتهم وابنائهم تقف حينها عجلة الزمان المغبر وننسى كل مغرياته وسياساته ونعيش بلحظات انقطعت بها الانفاس وتجرد الكون وبقي الألم والاحساس. نعم انها الانفال انها مجزرة يجب ان تدرس لكل الاجيـــــــالقبل 39 عاماً أقدمت الأجهزة القمعية الوحشية لنظام البعث على قتل ثمانية الاف شخص بريئ بوحشية في صحاري جنوب العراق واعمارهم بين الأطفال والكبار ما بين (12-92) عاماً وهاهم احياء بالنسبة لنا فهؤلاء أصحاب مبادئ وقيم قد تربوا عليها وكما يقال في الحكمة الشهيرة ” ان اصحـــاب المبادئ يعيشون مئات السنين وان أصحاب المصالح يموتون مئــات المرات” وصلت الى أربيل رفاة (100 شهيد) من المتآنفلين من منطقة بارزان وهم جزء من (8000) شهيد قتلهم النظام البعثي الصدامي الذي أراد الانتقام حينها من عائلة ومنطقة بازران التي كان فيها قادة الثورة الكوردية وقد دمر اكثر من (5000) قرية كوردية وقتل الرجال والنساء والأطفال بدون ان يرف له جفن وكأن الشيطان كانه بجسده يحركه نحو الأجرام الكافر ضد شعبه. انها اكبر خيانة في تأريخ البشرية من قبل رئيس وطن ضد شعبه ومن كان من حوله من الخونة الذين ساهموا بهذه الجرائم ضد الكورد والشيعة والسنة وجميع مكونات الشعب العراقي وهؤلاء موجودون في الماضي والحاضر والمستقبل يعتاشون على الظم والخيانة حباً بالمال والسلطة لا نستطيع تغييرهم واستذكر ما قاله تشي جيفارا. ” اذا استطعت ان تقنع الذباب بأن الزهور افضل من القمامة حينها تستطيع ان تقنع الخونة بأن الوطن اغلى من المال” كان الصور التي نشرت من على جميع أجهزة التلفزة المباشرة موجعة لجميع العراقيين والدموع كانت تذرف من عيون الإباء والامهات والايتام والعوائل العراقية في جميع المحافظات تضامناً مع عوائل الشهداء ومع البارزانيين وفخامة الرئيس مسعود حينما انحنى على رفاة الشهداء مقبلاً متألماً امام الملايين من العالم الذين شاهدوا الحدث الموجع. لكل من يريد اليوم زرع الفتنة بين أبناء الشعب وان يخلق خلافات ما بين الكورد والعرب أقول لهم هذا التأريخ الذي عاشه الكورد وهذه المعاناة والدماء التي قدموها كي يعيشوا بأمان وحرية وان تحترم قوميتهم ويأخذوا حقوقهم كأمة عريقة عاشت على ارض العراق منذ الاف السنين. فلا عودة للدكتاتوريات ولا للظلم ولا للبعث لمن هم يطبلون في القنوات يومياً ويغردون لشق الصف بين أبناء الوطن الواحد. ما مر على كوردستان والكورد قد مر على جميع أبناء العراق والمقابر الجماعية التي ملئت بها ارض العراق وصحرائه شاهده يوم القيامة تصرخ بكل وجع امام الباري عز وجل لما فعله الدكتاتور الصدامي وظلمه لشعبه وخلقه لجميع الفتن والخلافات. وها نحن في كوردستان وعاصمتها أربيل استقبلنا (100) من 8000 قد غيبها النظام البعثي المقبور وقد استلمت أربيل قبل ذلك في عام 2005 (503) من رفات شهداء بارزان وبعدها في عام 2014 تم تسليم (93) أخرى ليكون العدد الكلي حالياً (696) شهيد من المؤنفليين البارزانيين. وهنا نقول ان السكوت عن هذا الظلم الذي حدث للكورد وعدم ذكره ولتعاطف معه هو سيئة من سيئات الاخيار الذين يدركون ما حدث ويصمتون عليه ويبجحون بأصواتهم ضد كوردستان والكورد. وكما قال مارتن لوثر كينك” المصيبـــــة ليست في ظلم الأشرار بل هي في صمـت الأخيــــار” وهنا اود ان أقول لهؤلاء الذين يتحدون هنا وهناك عن ما قدمه الكورد وما قدمته عائلة وعشيرة ومنطقة بارزان في كوردستان العراق يجب ان يجسده التأريخ وان نضالهم ضد اعته طاغية يشهد به الجميع فلا تحاولوا تشويه التأريخ فقد كتبوه شهداء كوردستان والعراق بدمائهم وسمع صرخاتهم ملائكة السماء واحتضنت أجسادهم كأحضان امهاتهم بكل الم ارض الوطن وشهدت عليه شبابنا اليوم بعد حضورهم اثناء استلام الرفات وهم يقلبون الماضي ويقارنوه بالحاضر كي يدركوا ويتعلموا ما أهمية قيادة هذه العائلة لكوردستان العراق واربيل وكم ضحوا لأجل القضية الكوردية ولأرضهم ووطنهم. فعندما يكون اهل الحق صامتين لا يعني انهم على باطل وهنا استذكر ما قاله الامام علي (عليه السلام) ” حين سكت أهل الحــق عن البــــاطل توهم اهل البـــاطل انهم على حـــق” بقلم: دكتور هيثم رحيم المياحي