اتفاق السعودية وايران 2023
بقلم: محسن الشمري..
15اذار2023
منذ ظهور السلفية الوهابية على اراضي شبه جزيرة العرب في القرن الثامن عشر الميلادي؛كضد نوعي للتشبع الصفوي والتصوف الحنفي العثماني لم يحصل اتفاق بين انظمة حكم الدول الثلاثة وبقيت اضلاع المثلث متنافرة فكريا ومنهجيا وتنظيميا.
لن يغادر السعوديون والاتراك
والايرانيون مناهجهم التقليدية لانها كيمياء وفيزياء وهيكل انظمتهم السابقة والقائمة وتبقى دولهم العميقة تعمل بها لان حياة هذه الدول العميقة مرتبطة بسلوكها المعروف المستمر منذ قرون.
الغرب(الراسمالي الليبرالي) والسوفيت(الاشتراكي الشيوعي) لم يتفقوا على تغيير منطلقاتهم لكنهم وضعوا الية تنظم قواعد الاشتباك بينهم طوال عقود خلت ومازالت ارتدادات خلافاتهم الفكرية والمنهجية والتنظيمية التقليدية تتحول الى اصطفافات وتنافس على النفوذ الجغرافي والاقتصادي والسياسي والامني وصراعات تتحول الى حروب غير مباشرة في كل الكرة الارضية.
السعودية وايران وتركيا تتنافس فيما بينها على قيادة المنطقة وباقي الدول التي تتبع رسالة النبي محمد(ص) ونظريات الحكم عند كل طرف تشيطن نظرية الحكم عند الطرف الاخر ولن يتوقف هذا التنافس مع وجود كل انواع مغذيات استمرار الصراع لدى الاطراف الثلاثة.
التطرف والتشدد والشيطنة مسارات الحث التي تجمع الناس حولها مثلها مثل مسارات الحث التي تسير عليها قطع الحديد الى قطبي المغناطيس وتعزيز التطرف الديني يجمع الناس بسرعة وباقل كلفة ويجني اعلى نتائج.
لا ننسى بان ايران وتركيا يعيشان ازمة اقتصادية خانقة وانهيار عملاتهما بسبب سلوكهما المرفوض من قبل الغرب الذي يستخدم الحصار والعقوبات على الدولتين مما يرجح الرأي الذي يشكك ويقلل من قيمة الاتفاق الذي حصل مؤخرا في بكين السعودية وايران ويربطه بتحولات دولية سابقة حصلت للمناورة وكسب الوقت مثل انتقال قطر الى التعاون مع ايران في 2017 وكذلك انتقال العراق للتعاون مع ايران 1991،وفي الحالتين العراقية والقطرية لم تترك ولم تنسى ايران افعال غرمائهم السابقين.
كذلك بقي امر اخر،قد تكون ايران تحاول تلافي حجم الخطر الكبير وقرب تنفيذ عمل مباشر او غير مباشر لتفكيك برنامجها النووي الذي اما اصبح قريب او على او تجاوز الخطوط الحمراء وفق معايير وكالة الطاقة الذرية الدولية فذهبوا الى الصين في هذا الوقت بالذات لكسب مزيدا من الوقت ووافقوا على معالجة تحفظات السعودية التقليدية حول سلوك ايران في المنطقة.