بقلم : حسين الخرسان ..
لم التقِ به مطلقاً لكنني حينما شاهدته في أحد البرامج التلفزيونيّة لمست أن لدى الرجل جيناتٍ قياديّة قادرة على كسبِ الثقة في وسطٍ مترعٍ بالخلافات مليءٍ بالفرقة.
كان السؤالُ الذي يباغتني وهو ناتج عن خبرةِ عملٍ ليست بالقليلةِ مع الاتحادات الرياضيّة إبان عملي مديراً لتحرير جريدة الملاعب الناطقة باسم اللجنة حينذاك والتي اغتيلت بفعلِ فاعلٍ، ولا مجالَ للحديثِ هنا عن واقعة الاغتيال، نعودُ إلى السؤال: هل يستطيع هذا الرجل أن يشكل منعطفاً حقيقياً في عمل اللجنة بعد كل الذي حصلَ في الفتراتِ الماضية وسط عواصف التشكيك والتخوين وعدم الثقة؟!
منطقياً، مهمة الإجابة عن التساؤل لابد أن تأتي عن قناعاتٍ متينةٍ قد لا تأتي سريعاً، بل تحتاج إلى براهين وتراكمات عمل تكون مخرجاتها ايجابيةً، لكن الرجل دحضَ كل استفهاماتي بعملٍ مدروسٍ يبدو أنه سيكون فلسفةً مستقبليةً ستجني بها رياضتنا العليلة الصحة، وتصبح أكثر رجولةً منصاتية مزدهرة بالنتائج والأوسمة.
التعاونُ الكبير بين فارس الأولمبية الجديد والاتحادات عبر البداياتِ التي طالما تكون مرتبكةً وقلقة سيكون مربطاً لفرس النجاح، فشاهدنا اندفاعاً قلَ نظيره بين خيمةِ الرياضة وأعمدتها ، هذا التفاهمُ المريح سيسهم بالتأكيد في إحداث نقلةٍ نوعيةٍ في المشاركاتِ المقبلة التي تنتظرنا، بل أن الخططَ المستقبليّة الموضوعة بمنطقيةٍ وواقعيةٍ ستكون جسراً لتحقيق الأهداف المرجوة التي يمكن أن تكون باباً للسرد المشرف بدلاً من ذلك المتعكز على تاريخٍ ملَ المتلقي من سماعه وأحدث طنيناً في أذن العلاقة بين الأول (المتلقي) والثاني الاتحادات الرياضيّة، بل امتد ذلك إلى الإعلام الرياضيّ المستفسر دائماً وأبداً عن غيابِ الإنجاز منذ ستينيات القرن الماضي.
فارسُ الأولمبية الجديد لا بدّ من مساندته بكل ما أوتينا من قوةٍ لكي نحقق ما نريد، وأن نتركَ منحنياتَ التذمر والسلبية التي باتت تسيطرُ علينا، وهي نتاجُ عمل سابق جرّنا إليه عملٌ اتسمَ بالعشوائية والتفكير الآني المستند على نجاحاتٍ إعلاميةٍ لم تعبر غربَ القارة أو عربية الخارطة الكبرى.
عقيل مفتن.. سيمضي برياضتنا إلى بر الأمان الإنجازي إن ساندناه، وتركنا مغلفاتَ السلبية عند قارعةِ الايجابيّة العمليّة التي بتنا نتوخاها من فارسِ الأولمبية الجديد.