طروحات في الدين والدولة والتاريخ(مشروع كتاب) الدولة ظل الله في الارض(1-500)
بقلم: محسن الشمري ..
ولد نموذج الدولة الحديثة بعد مخاضات وتجارب الامم والشعوب عبر تاريخ طويل من سومر واكد وبابل وآشور إلى عصبة الامم والامم المتحدة،فحجبت الغرابيل اصنام من الأحجار والهة من البشر والهة الرياح والمطر والحب وغيرها،وتمزقت عقود وعقود بين هذه الالهة والكهنوت عبر التاريخ وفي كل بقاع الارض.
غاية التوحيد ترتبط بتحرير الانسان من سطوة الحاكم والكهنوت وإطلاق العنان لعقله في التدبر والتفكر في نفسه وفي النفس الأخرى وفي الملكوت وفي مالك الملك والارتقاء بمستوى الوعي إلى مرحلة بناء النفس والأسرة والمجتمع والدولة والتعايش بسلام وتسامح وتكامل في الفضاءات المجاورة والقريبة ومع باقي شعوب الارض والانتقال إلى مرحلة تطبيقية لنظريات الحكم والإدارة وتبويب وتنظيم الطاقات الكامنة للمواطن وتناغمها مع الثروات.
لذلك تكون الدولة ظل الخالق(وليست السلطة)في تلبية كل الضرورات والتحديات الحياتية الشخصية والأسرية والمحلية والدولية،وهذه الدولة اعلى وابعد وأكمل واتم من طموح توماس هوبز للدولة عندما شبهها بالكائن الأسطوري في كتابه المرجعي الرائع(الليفاثان).
حتمية قدوم الدولة نابعة من ارادة الخالق القادر لان الخالق يريد لها ان تكون وموعد ولادتها يقترب مع ارتفاع مستوى الوعي وطغيان الفساد والافساد وعندها يبدا انحسار السلطويين واضمحلالهم وتلاشيهم،لان ارادة الخالق تتدخل لدفع المفاسد عندما تبلغ مرحلة الطغيان والشواهد القريبة والبعيدة لا حصر لها.
ان فضائح الزعيم أو الرئيس او الوزير أو عضو مجلس النواب أو المستشار أو وكيل الوزير أو عميد الكلية او الضابط الكبير او صاحب الاموال؛عمليا تطيح بالمنظومة الحاكمة او بالحزب او تذهب بصاحبها إلى السجن وعندما يتم الاعلان عن الفضائح باستمرار دون محاسبة او عقاب،فيختلط الأمر على المواطنيين بأن قوانين الشيطان تحكم وليس قوانين الرحمن في المساواة والإنصاف والعدل والاخلاق الحميدة والقيم الأعراف والمبادئ،عندها تتجلى ارادة الخالق بهزيمة الشياطين الأنسيين بطريقة تثبت للجميع قدرة واستطالت الواحد الاحد.
الكتب السماوية تذكر عبر كثيرة من هذا النوع وشواهد التاريخ المنظورة لاتخرج عما تذكره الكتب السماوية بدحر الشياطين عند طغيانهم ولبس ثوب الالهة الأنسيين.
الاحتجاجيون(proteters) في كل مكان وزمان هم من يقودون المستقبل؛لانهم ببساطة يفكرون خارج صناديق السلطويين ويقتربون من الدولة مع مرور الزمن فيضيفون المؤثرات الايجابية لمعادلات ادارة وطنهم والعمل بروح الدستور والالتزام بمواده وتطبيق القانون وحفظ الاموال العامة.
الاحتجاجيون كانوا ومازالوا ويبقون احرار وهم بشر وليسوا ملائكة ولا يكونوا شياطين إنسيين لان فطرتهم اسلم بكثير من السلطويين ومن الذين يدورون في فلكهم وكذلك يتمتع الاحتجاحيون بنسبة اعلى من الصدق مقارنة بالسلطويّين واتباعهم.
قال ديكارت:(أنا افكر إذا انا موجود)
وقال بايرون:(أنا أحب إذا انا موجود)
وكافكا:(أنا خائف إذا انا موجود)
الاحتجاجيون يقولون:
أنا حر إذا انا موجود
أنا واعي إذا انا موجود
أنا صادق وأمين ومخلص إذا انا موجود