كف مفصولة عن الجسد !!
بقلم : صبيح فاخر ..
كف مقطوعة من يد فارس وبطل شجاع كيف لك ان تتخيل هذا المنظر الرهيب وقد تربع هذا الكف مكانا يؤمه زوار كربلاء القاصدين لزيارة الامام الحسين واخيه ابي الفضل العباس عليهما السلام .. كف حمل لواء وسيف عجز عن حملهما الابطال وذاد به صاحبه ليسجل اروع صفحات البطولة والشجاعة والاقدام وهو يدافع به في معركة الطف عن الحق وقيم الانسانية .. وما كان ابي الفضل عليه السلام انذاك يدافع عن اخيه الامام الحسين عليه السلام فحسب بل كان يدافع في منازلة غير متكافئة من حيث العدة والعدد والاهداف كونها منازلة بين الحق والباطل فكان يدافع بها عن الاسلام والمسلمين بعد الانحراف الخطير الذي قادته الدولة الاموية واردت به القضاء على الرسالة السماوية التي حمل لوائها الرسول الكريم صلى الله عليه واله واهل بيته الاطهار..
اذن …. فتلك الكف سطرت اروع قصص ومعاني البطولات والوفاء فبين القتال بالسيف وحمل لواء المعركةً ووصل بطلها في تحد واضح الى نهرالفرات الذي احاطت به الاف المقاتلين لمنع الامام الحسين واصحابه من شرب الماء .. الا ان تلك الكف المباركة اغترفت من ماء الفرات بعد ان اقتحم الامام العباس بفرسه تلك الحشود المؤلفة الا انه لم يشرب من هذا الماء برغم ان قلبه الشريف كان كصالية الجمر من شدة العطش ورمى الماء متذكرا عطش اخيه الحسين وعياله ..وتلك واحدة من قيم الوفاء التي لم تتكرر عبر التاريخ .
تلك الكف ماكانت لتشمخ لولا تلك المآثر البطولية والانسانية حتى اصبح مكان ضريحها عنوانا يهتدي به الزائرين وصولا الى الحرمين الشريفين .
افترش زوار كربلاء المرقدين الشريفين وامتلأ ما بين الحرمين بجموع غفيرة من الزوار من العراق وخارج العراق وامتلأت الطرقات والشوارع المحيطة بالضريحين بملايين الناس ممن جاءوا لاحياء زيارة يوم عرفة المباركة بل ابعد من ذلك الا ان مقام كفي ابي الفضل العباس الذين هما خارج الضريح
بقيا شامخين يدلانك على صولات ابي الفضل وقتاله البطولي في معركة الطف ولعل هذا هو الهدف السامي من عدم ضمهما الى ضريح صاحب الكفين .
بالامس كنت اجلس في حائر الامام العباس مقابل الكف الايسر الشريف وما كان للقادمين والمغادرين من الزائرين الا الانحناء امام هذا المرقد الطاهر
الذي كان ولايزال وسيبقى ملاذا للفقراء والمتعطشين لزيارة كربلاء .. وتبقى كربلاء مدينة العشق الانساني رغم الدماء الطاهرة التي سالت على ارضها .