صفحة(42)من مذكراتي
بقلم : محسن عصفور الشمري ..
في احد ايام شهر حزيران2015(درجة الحرارة45)وهذه السنة كانت احدى السنوات العصيبة في تاريخ العراق في مواجهة ارهاب داعش الذي كان يضرب في كل مكان من اراضي العراق،بين الأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة واحتلال عدة محافظات وجرائمهم التي تحتاج الى مجلدات لتدوينها.
كان لدينا اجتماع في المنطقة الخضراء؛تحركنا من وزارة الموارد المائية في شارع فلسطين حوالي الساعة 11صباحا واختار فريق الحماية مرور السيارات(6)السوداء الأمريكية الصنع في شارع سلمان فايق عبر ساحة الواثق.
كان الازدحام شديد واثناء سير السيارات البطئ مررنا بشخص عمره حوالي 70 يلبس بدلة جديدة لونها عسلي غامق وربطة عنق.
اخذ هذا الرجل بالبساق على سيارات الوزارة الواحد تلو الأخرى وينطق بكلمات وبانفعال شديد ويوجه بطن كفيه على السيارات(يغم)،حاول احد افراد حماية الوزارة بالترجل لمنعه او ردعه.
أخبرت مسؤول الحماية بتركه حتى يفرغ ماعنده من احتقانات لاننا كأشخاص لسنى المعنيين وانما موقفه هذا ناتج عن تراكمات سوء ادارة والفساد المستمر منذ عقود في العراق.
عدنا إلى الوزارة واجتمعت بالمجموعة المسؤولة عن حماية الوزير وبدات كلامي معهم باطفاء الإنارة وطلبت منهم اعادة تشغيلها فأعادوها؛قلت لهم مسالة الحياة والموت ليست مثل إطفاء الكهرباء واعادة تشغيلها فاذا ما توفى الله الإنسان فلن يعود للحياة وان اجتمع الملكوت كله،وخذوا عبرة من هذا المثل ولا تفعلوا افعال الحكومات التي نسى الموت اغلب مكوناتها ولذلك وجدنا هذا الرجل الناقم في طريقنا وترجم مابداخله بطريقة مؤلمة وللأسف مازالت ردود افعال ذلك الرجل ومثله الملايين تتكرر إلى يومنا هذا حتى ان ياتي اليوم الذي يتولى من يؤمن بأن الموت نهاية حياته ويقف بعدها ليحاسب على كل صغيرة وكبيرة.