البرامج النووية بين التهديد والحماية
بقلم : محسن عصفور الشمري ..
البرامج النووية مكلفة ماديا وتحتاج إلى تقنيات خاصة والى كوادر متخصصة ومدربة وبأعداد كبيرة وبنفس الوقت تحتاج إلى عقليات ادارية متميزة ومرنة وتتمتع بقوة قرار لان ادارة البرامج النووية تتحرك ضمن مدى خطأ قريب جدا من الصفر والا تتكرر كارثة مفاعل تشرنوبل في أوكرانيا(26نيسان1986)
او تسبب الاخطاء الإدارية بتلوث إشعاعي تستمر اثاره السلبية لعشرات ومئات السنين ويفتك بالبشر والحيوانات والمزروعات.
يضاف إلى ذلك فان البرامج النووية تدخل ضمن الامن القومي لاي دولة كون المعلومة التي تتكون من سطر واحد فقط تكلف الدولة صاحبة البرنامج مليارات الدولارات وجهود وخبرات كبيرة جدا طوال فترة زمنية طويلة.
البرنامج النووي الانشطاري،يتكون من:
١-مناجم تكون نسبة اليوانيوم238غير النشط واليوانيوم235 النشط ونسبها تكون ذات جدوى لمراحل انتاج الوقود،حيث لا توجد دولة في العالم خالية من هذه المعادن لكن الفارق بين دولة واخرى يرتبط بالنسبة المئوية والامكانيات وتوجه الدولة.
٢-مواقع استخلاص الوقود النشط والوقود غير النشط وتتوافر تقنيات كثيرة لفرز اليورانيوم النشط وغير النشط عن التربة الذي يكون غرامات قليلة او اجزاء من الغرام من كل طن تربة.
٣-مواقع تنشيط اليورانيوم238وتحويلة إلى بلوتونيوم239.
٤-مواقع اختبارات الكتلة الحرجة،فنجاح اي دولة بإنتاج كتلة حرجة(انشطار او اندماج متسلسل) يعد انجازا استراتيجيا يصعب تقدير ابعاده وثمنه.
٥-المفاعلات النووية ان كانت بحثية او إنتاجية للطاقة.
هذه الخطوات لا تقبل ان تتقدم فقرة على اخرى او تتاخر حتى يتم الحصول على ثمرة البرنامج.
الفقرة الرابعة تمثل مفترق الطرق ما بين البرنامج السلمي والبرنامج العسكري وتحتاج اختبار قد يكون تحت الارض او عمق البحار والمحيطات ،فاما ان يتم توجيه الكتلة الحرجة إلى مفاعل سلمي او رأس حربي.
من ناحية التهديد بانهاء البرنامج النووي لدولة ما فان الامر مرهون بحجم البرنامج والدولة صاحبة التهديد.
فاذا كان البرنامج متناثر وكبير فان الدولة صاحبة التهديد بامكانها انهاء البرنامج على مراحل او دفعة واحدة إذا كانت تملك امكانيات انهاء البرنامج بدفعة واحدة.
فاذا كان تنفيذ التهديد من الفقرات عكسيا(5>4>3>2>1)
فان كل فقرة لها حجمها المختلف عن الفقرة الأخرى من حيث الخبرة والجهد والتقنيات والاموال والوقت.
إذا كان الخيار بانهاء البرنامج النووي على مراحل فيجب يبدا بضربه من المراحل الأخيرة وفق الفقرات الواردة انفا.
استحالة اخفاء مواقع البرامج النووية
عن الرصد والمتابعة لان نتائج العمل بالوقود النووي باي مرحلة من مراحلة تظهر في الاجواء المحيطة بالموقع وعلى الاشخاص وعلى الملابس ووو على شكل اشعاعات طاقوية او جسميات مشعة.
منظمة الطاقة الذرية الدولية تعتبر صاحبة الاختصاص في مراقبة ومتابعة وتقييم البرامج النووية للدول وتحدد المنظمة الدولية نوع البرنامج ان كان سلميا او بحثيا او عسكريا.
الدولة التي لا تملك برنامج نووي بحثي وسلمي تبقى دولة قاصرة في مجال التعليم واقتصادها ريعي وتعيش في التيه فاقدة للبوصلة وتستورد الاكل الملابس والأسمدة والأجهزة والسيارات.
لذلك فان مهما كانت كلفة البرامج النووية البحثية والسلميّة فان مردودها الاستراتيجي ايجابي جدا على كافة المستويات وفي كل المجالات التعليمية والصحية والاقتصادية والامنية.