الهياكل الثلاثة(دولة الكهنوت الدينية)(130-500)
بقلم : محسن عصفور الشمري ..
مشكلة خزعل الماجدي وفراس السواح وامثاله تكاد تكون واحدة وتتمثل مشكلتهم بعدم فصل سلوك الكهنوت(ما يسمى اصطلاحا برجال الدين) عن الدين نفسه.
الكهنوت كارثة مزمنة عبر التاريخ على انفسهم وعلى الحاكم وعلى الشعب والوقوف بوجههم ضرورة لا بد من جعلها اولوية حتى تقوم الدولة على قدميها وياخذ كل الشركاء في الوطن حقوقهم وأدوارهم المستحقة والمطلوبة.
الدين قانون حياة يتضمن جوانب روحية وعبادية ومعاملاتية وكل المعاملات عبادات ولكن كل العبادات ليست معاملات.
العبادات والمعاملات فكلاهما غذاء روحي للإنسان.
الملك والحاكم بحاجة إلى تفويض حتى يكون كاشفا على كل شئ في مملكته او دولته ومنشأ لكل ما يملا الفراغات والتحديات والأعمال الحياتية العامة والخاصة.
هذا التفويض ياتي اما من الله او بالحق الشخصي الوراثي او من اغلبية الشعب بالديمقراطية او من فئة معينة.
كل تفويض ينتهي بغياب العدالة والعدالة شرط الاستمرار.
كل ابواب المعرفة الاربعة مفردة ومشتركة ومجتمعة ناقشت العدالة وجعلت منها شرط الاستمرار.
مصطلح الدولة الدينية يرتبط بدولة الكهنوت والنبي محمد(ص) دعا إلى إزاحة كهنوت قريش وإنشاء دولة حديثة متطورة في مكة فرفضت قريش دعوته هذه ولم يتوقف حتى ولدت دولة العدالة في يثرب وهذا كان مسار النبي إبراهيم والنبي يوسف والنبي داوود والنبي سليمان والنبي موسى والنبي هارون(صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين)
الخالق امر بوضع العدالة معيار لتقييم منهج وسلوك اي إنسان او فئة والكهنوت يريدون ان تكون معايير العدالة من عندهم .
الكهنوت لا يملكون تفويض من الله ابتدأ ولا توجد في كل الكتب المقدسة دولة دينية والنصوص كثيرة ومنها:
1-إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِّلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (النخل120)
كل من لا يضع العدالة مقياسا لقوله ومنهجه وسلوكه فانه يتبع الهوى.
2-وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ } [البقرة: 124]
الامامة ترتبط بالعدالة.
3-مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (ال عمران 67)
واخيراً وليس اخراً؛كل من جاء بعد النبي ابراهيم(ص) عليه تكسير الاصنام المعنوية قبل المادية وهذا ما فعله النبي ابراهيم مع سكان بابل في اور ومع النمرود ملك آشور،حيث عالج المشكلة من منابعها وجعل الاتصال بخالق الخلق مجاني دون المرور بكهنوت بابل وآشور.