صراعات دولية في أعماق المحيط
بقلم: كمال فتاح حيدر ..

في الوقت الذي تتناول فيه قهوتك الصباحية أو المسائية، وبينما تقضي وقتك كله في تصفح التك توك، أو في متابعة تنبؤات ليلى عبداللطيف. تنتشر هناك في قلب المحيط الهادئ عشرات الغواصات وعشرات المنصات العائمة، تواصل عملها ليل نهار في التنقيب والبحث عن الثروات المعدنية المخبأة في القيعان السحيقة. وربما لا تعلم ان الصراع الدولي المتصاعد هناك بلغ الآن أوج خطورته، فالمحيط الذي تبلغ مساحته 165,200,000 كم² ويغطي ما يقارب 46% من إجمالي مساحة المسطحات المائية، و 30% من المساحة الإجمالية للكرة الأرضية، ولا يرتبط بأي دولة أوروبية، صار مسرحا مفتوحا لفرنسا وألمانيا وإسبانيا وإيطاليا. .
وربما لا تعلم ان ترامب اصدر أمراً تنفيذيا بالرقم 14285 لتسريع استكشاف معادن المحيط، من دون الالتزام بقواعد الهيئة الدولية لقيعان البحار . ويُحتمل أن يفتح هذا الأمر الأبواب أمام سباق محموم للاستحواذ على الثروات الهائلة والمعادن الحيوية. . سباق تُغذيه الأطماع الجيوسياسية والرغبات التوسعية، وربما تصبح دول المحيط الهادئ مهمشة ومستبعده. .
سوف تسمع بعد بضعة ايام بمختصر: (DSM)، ويعني: (deep-sea mineral)، وربما لديك فكرة عن مختصر: (ISA)، ويعني: (International Seabed Authority)، وهو عنوان: (الهيئة الدولية لقاع البحار)، فلا تندهش إذا علمت ان مشاريع DSM اصبحت خارج رقابة ISA، وبالتالي لابد من قيام دول المحيط الهادئ بصياغة نظام جيوسياسي لحماية مصالحها في المحيط الهادئ، وتمكينها من العمل معا بشكل أفضل. مع ضرورة الاهتمام بالتحديات العديدة التي تواجه تطلعاتها الإقليمية. .
لا نريد الاطالة، ولكن ينبغي ان نذكر ان التنافس لم يعد مقتصرا بين الولايات المتحدة وحلفائها، والصين من جانب آخر على بحر الصين الشرقي، وحقوق السيادة في بحر الصين الجنوبي، وجزيرة تايوان، ومقاطعات هونج كونج والتبت وشينجيانج، بل سوف يمتد إلى كل بقعة من بقاع المحيط الهادئ الذي تحيط به 14 دولة متمثلة بجزره وسواحله. وسوف تقع هذه البلدان في قلب الصراع الأمريكي الصيني. .
وللحديث بقية. .